بقلم:جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
علي ضوء الأزمة التي مازالت غيومها تخيم علي السياحة صناعة الأمل.. رغم مؤشرات الانفراجة الجزئية..
أصبحت تتملكني سعادة غامرة كلما قرأت وسمعت عن وصول بعض الطائرات إلي مقاصدنا السياحية المهجورة حاملة أفواجا سياحية. هذه المشاعر ينطبق عليها المثل الذي يقول »الكعكة في ايد اليتيم عجبة».
ليس هناك ما يقال أمام هذه الأزمة المحزنة والتطلع إلي انتهائها سوي أن أردد »لا حول ولا قوة إلا بالله».. انه القادر علي وضع حد لما نحن فيه. في نفس الوقت فإنه ليس أمامنا سوي أن نشكر المولي علي هذا الرزق القليل و»هوه حاجة احسن من لا شيء».
هذه الرحلات المتناثرة التي تخفف الحرمان من انحسار السياحة تحيي الأمل في عودتها إلي سابق عهدها.. شملت في الأيام القليلة الماضية بدء رحلات سياحية قادمة من بعض المدن الإيطالية نظمتها إحدي الشركات السياحية الإيطالية الكبري.
قدوم هؤلاء السياح يعد بشرة خير لكسر المقاطعة التي ادت إلي توقف السياحة الإيطالية بعد أزمة الشاب الايطالي »ريجيني» في ظروف مازالت خافية حتي الآن. في هذا الشأن لا يمكن انكار الجهود التي بذلتها شركات السياحة المصرية المتعاملة مع السوق الإيطالي والتي عانت من خراب البيوت.
رغم هذه التدعيات فإن هناك أملاً كبيراً في تعاظم تدفق السياحة الإيطالية مرة أخري إلي مقاصدنا السياحية.
>>>
من المؤكد أن هذا التحرك السياحي الإيطالي نحو مصر حتي ولو كان متواضعا للغاية يعد عاملا مشجعا لشركاتنا السياحية وتحميسها لبدء اتصالاتها وجهودها التسويقية والترويجية لتنظيم وتكثيف حركة هذه الأفواج السياحية.
لا جدال أن مؤتمر السياحة الدولي B.I.T الذي انعقد في الفترة من ٢ إلي ٤ أبريل كان فرصة لتنشيط السوق الايطالي. تجلي هذا الأمل في اللقاءات والاتصالات التي اجراها وزير السياحة يحيي راشد والشركات السياحية المصرية علي هامش المشاركة الفاعلة في هذا الحدث السياحي الكبير. كم أرجو ان تلقي هذه الجهود القبول والنجاح استثمارا لولع السياح الايطاليين وارتباطهم التاريخي بمصر آثارا وشواطيء رائعة لقضاء اجازاتهم.
من ناحية أخري لا يخفي علي أحد أن الزيارات والجهود التي بذلها ويبذلها النائب العام المصري نبيل صادق قد خففت من حالة التوتر والاحتقان السياسي مع السلطات الإيطالية بشأن قضية مقتل الشاب الايطالي »ريجيني».
كان لذلك انعكاساته علي العلاقات السياحية بين البلدين وهو ما كان نتيجته استئناف رحلات السياح الايطاليين. اتمني ان يكون ما حدث وما ألحقته الأخطاء في معالجة هذه القضية من أضرار علي مصالحنا درسا وعبرة. في هذا الشأن.. علينا أن نقدر وندرك حجم ما أصاب علاقتنا التاريخية مع إيطاليا التي كان لها موقف تاريخي بتأييدها لثورة ٣٠ يونيو التي شلحت حكم الإرهاب الإخواني.
>>>
لا يقتصر التفاؤل بقطرات السياحة الإيطالية الوافدة فحسب ولكن هناك أيضا حركة نشطة تقوم بها إحدي شركات الطيران المصرية الخاصة لجلب أفواج سياحية من الصين. هذه الشركة تعتمد لنقل هذه الأفواج علي الطائرات طويلة المدي طراز ايرباص ٣٤٠ التي قامت باستئجارها من مصر للطيران.
إن هناك آمالا كبيرة في ارتفاع معدلات تدفق المزيد من سياح الصين إلي مصر بما يمكن أن يقترب من ٢٠٠ ألف سائح. بالطبع فإن هذا الرقم متواضع جدا في ظل ما يربطنا من علاقات قوية حيث يخرج منها للسياحة الخارجية سنوياً ما يزيد علي ١٥٠ مليون سائح يطوفون انحاء العالم.
>>>
في نفس الوقت وعلي ضوء النمو المطرد للعلاقات المصرية الألمانية سياسيا واقتصاديا بما يمثل تجاوبا مع النتائج الايجابية للزيارات المتبادلة للرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة ميركل.. فإن هناك آمالا كبيرة في أن يستعيد السياح الألمان هواية عشقهم لمصر لقضاء إجازاتهم وأن تتجاوز أرقامهم المليون سائح الذي كانوا قد وصلوا إليه قبل الأزمة.
من ناحية اخري وكما طالبنا به ونطالب به بشأن الاهتمام بسياح دول أوروبا الشرقية المتعطشين لزيارة مصر.. بدأت الأفواج تفد إلينا من هذه الدول وهو ما يحتم الاهتمام بتنشيط عمليات التسويق والترويج بها.
في هذا الشأن لا يفوتني الاشارة إلي الزيارة الترويجية التي يقوم بها محافظي البحر الأحمر وجنوب سيناء اللواء أحمد عبدالله واللواء خالد فودة لدول شرق أوروبا والتي بدأت بدولة التشيك. اللقاءات والاجتماعات التي اجرياها بحضور ممثلي الشركات السياحية المصرية والتشيكية بشرتنا ببدء رحلات الافواج السياحية إلي مصر. أعتقد علي ضوء كل هذه الجهود أن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا.
