أكد أهمية طرح أفكار سياحية جديدة لدفع السائح للمزيد من الإنفاق.. الخبير السياحي العالمي بيتر هوبر
المنامة …… استمع يجب التركيز على جذب السائحين من خارج منطقة الخليج لرفع معدل ليالي الإقامة في البحرين7 مكاتب للترويج السياحي للبحرين غير كافية ويجب إشراك مكاتب «طيران الخليج» في هذا المشروعأكد خبير السياحة العالمي المحاضر الدولي المعتمد من «اياتا»، بيتر هوبر أن البحرين لديها كل الإمكانيات التي تؤهلها لأن تكون واحدة من أكبر الوجهات السياحة ليس في منطقة الخليج فحسب، بل على المستوى العالمي ايضا، مشيرا إلى ما تمتلكه البحرين من بنية تحتية وخدمات سياحية متطورة كالفنادق والمواصلات والاتصالات، بالإضافة إلى امتلاكها لتاريخ حضاري وثقافي قديما وحديثا.
وقال هوبر إن البحرين بلد غني بثقافته الاصيلة المتنوعة التي يجب التركيز عليها وإبرازها للعالم من خلال زيادة حجم البرامج الترويجية في مختلف قارات العالم لجذب الانظار اليها، مبيّنا أهمية تعزيز الامكانيات السياحية التي تمتلكها البحرين ببعض الأفكار التي تساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من تلك الامكانيات، وتساهم في دفع السائحين للمزيد من الانفاق خلال تواجدهم في البحرين، ومن تلك الافكار التي أشار إليها هي قيام هيئة السياحة بعمل بطاقات سياحية، تعرض على الزائر للبحرين، وترفق بدليل لابرز المعالم السياحية في البحرين، ويحصل السائح الحامل لتلك البطاقة على خصومات خاصة عند شراء تذاكر دخول المواقع السياحية كالمتحف ومحمية العرين وغيرها، بالإضافة إلى خصومات خاصة عند التسوق في المجمعات التجارية والأسواق، ما سيساهم في زيادة الانفاق من قبل الزائرين وسينعكس ذلك على النشاط التجاري العام داخل البلد.
وعن مدى قدرة هيئة البحرين للسياحة على تحقيق هدفها بشأن زيادة عدد السائحين إلى 18 مليون زائر في 2020، قال هوبر إن البحرين بما تمتلكه من إمكانيات طبيعية كالموقع الجغرافي المميز والبشرية متمثلة في طبيعة الإنسان البحريني الودودة، بالإضافة إلى قوة البنية التحتية يساعدها على رفع مستوى طموحاتها من حيث زيادة أعداد الزائرين، وأضاف أن البحرين الآن وصلت إلى 12 مليون زائر سنويا، ولو حققت البحرين 90% من هدفها المطروح في رؤيتها السياحية فسيكون ذلك نجاحا كبيرا، مشيرا إلى أن الوصول إلى 18 مليون زائر في 2020 يمثل تحديا كبيرا للسياحة البحرينية، ويحتاج إلى جهود وعمل كبير للوصول إليه.
أما عن رفع معدل عدد ليالي إقامة السائحين في البحرين قال هوبر إن البحرين يجب أن تخرج من الإطار الخليجي، وتركز جهودها بشكل أكبر على السائحين من خارج منطقة الخليج إذا أرادت رفع معدل إقامة السائحين فيها، موضحا أن السائح الخليجي اعتاد على البحرين التي تعتبر بالنسبة له محطة تسوق أو رحلة قصيرة مع الأصدقاء، وذلك بسبب تشابه العادات والتقاليد بين شعوب المنطقة بالإضافة إلى تشابه الظروف المناخية والطعام وغيرها من الأمور، أما بالنسبة للسائح القادم من خارج منطقة الخليج فإنها تمثل تجربة جديدة بالنسبة له، ويحتاج إلى عدة أيام للتعرف على البحرين وثقافتها وشعبها.
وأشار إلى أن إنشاء 7 مكاتب خارجية في 7 دول من العالم للترويج للبحرين خارجيا ليس كافيا، مضيفا أنه تجب زيادة أعداد تلك المكاتب، لافتا إلى أهمية قيام هيئة البحرين للسياحة بالتعاون مع طيران الخليج لاستثمار مكاتبها المنتشرة حول العالم، والعمل معا من أجل الترويج للبحرين وإبرازها وعمل العروض الترويجية المكثفة مع تقديم كافة التسهيلات مثل إجراءات الإقامة لجذب السائحين، كما أكد على أهمية التركيز على البيئة البحرينية والمواقع الطبيعية، مشيرا إلى أن السائحين وخصوصا السائح الأوروبي يحب الطبيعة، مبيّنا أن الطبيعة الصحراوية تمثل أيضا تجربة فريدة للسائح الأوروبي الذي يبحث عن المغامرات الجديدة في مختلف الظروف الطبيعية.
وأكد هوبر على أهمية رفع حجم الاستثمار في القطاع السياحي، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الخارجية لتطوير الترفيه العائلي في البحرين، لافتا في الوقت ذاته إلى أهمية توجيه وزارة الصناعة وان التجارة والسياحة ومجلس التنمية الإقتصادية اهتمامهما نحو جذب المشاريع الاستثمارية السياحية الكبيرة التي تمتلك شهرة عالمية، كما فعلت الإمارات من خلال جذبها للعديد من الشركات العالمية المتخصصة في الترفيه العائلي مثل ديزني والتزحلق على الجليد، مضيفا أن منطقة الخليج، ومنها البحرين لديها إمكانيات جاذبة للمستثمرين والسائحين أيضا، نظرا لعدم وجود ضرائب حاليا، وحتى إذا فرضت مستقبلا لن تكون بنسب كبيرة مثل الدول الأوروبية التي تصل فيها نسب الضرائب إلى 17 و20%، مشيرا إلى ضريبة القيمة المضافة التي سيتم تطبيقها في العالم المقبل ستكون نسبتها 5% وهي نسبة قليلة جدا مقارنة مع أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك فإن البحرين موقع مميز للسياحة العائلية بفضل ما تتمتع به من حرية شخصية والأمان، وهو ما تفتقده الكثير من دول العالم حتى المتقدمة سياحيا منها بحسب الايام.
وأشاد هوبر بفكرة تأسيس مشروع القطار الخليجي الذي سيربط دول الخليج ووصفها بأنها رائعة، مضيفا بأن هذه الخطوة كان يجب أن تنفذ من زمن بعيد من أجل تنشيط السياحة في المنطقة.
وقال إن مشروع القطار سيكون عنصر جذب للسائحين والمستثمرين على سواء فالسائح القادم من أوروبا مثلا سيجد تجربة فريدة بالنسبة له من خلال رؤية القطار يعبر مياه الخليج باتجاه السعودية وبقية دول الخليج، وفرصة له أيضا لمشاهدة الطبيعة الصحراوية الخليجية، حيث ستبقى هذه التجربة خالدة في ذاكرة السائح، ويجب العلم أن العديد من السائحين حول العالم يفضلون التنقل بالقطار بين الدول المتقاربة او بين المدن أكثر من استخدام الطائرة؛ لأنه يتيح لهم الفرصة لمشاهد العديد من المواقع على الأرض، بالإضافة إلى أن فرصة التعرف على الناس في القطار أكثر من الطائرة.
وبيّن هوبر صناعة السياحة تعد الأسرع نموا في الوقت الحاضر، حيث تعد السياحة رابع أكبر صناعة في العالم، مضيفا أن نسبة نمو القطاع السياحي في العالم منذ 2001 بلغ 29%.
وأضاف أن منظمة السياحة العالمية توقعت ارتفاع عدد السائحين حول العالم إلى 1.6 مليار سائح في 2020، موضحا في الوقت ذاته أن أكثر من 200 مليون عامل يعملون في قطاع السياحة، كما أن نسبة الأعمال التي يوفرها القطاع السياحي في العالم تبلغ 1.5% وهي أكثر من أي قطاع آخر.