بقلم : د.مأمون علان
آلأردن
مع الاستقرار النسبي والانتصارات المتتالية التي حققها الجيش العراقي على الجماعات المتطرفة، يبدو إن إمكانية عودة حركة السياحة إلى بعض المناطق آلآمنة في العراق أصبحت واردة. آد إن الاقتصاد العراقي بحاجة ماسة إلى أعادة الحياة لصناعة السياحة لزيادة آلإيرادات وتوفير فرص العمل للشباب وتخفيف نسب البطالة المتعاظمة و تحسين صورة العراق والثقافة المحلية على المستوى الدولي. لكن ما المطلوب من آلإدارة السياحية حتى تضمن عودة ميمونة للسياحة في العراق والبدء باستقبال الطلب السياحي آلإقليمي والدولي؟
بما إن التحدي آلأول والأساسي لعودة السياحة في العراق هو الهاجس آلأمني وخصوصا إن صناعة السياحة قائمة على آلأمن وإلآمان ، لا بد من خلق مسارات وممرات وتجارب سياحية أمنة وحماية السياح للتأكيد على قدرة الكوادر العراقية على تأمين التدفق السياحي وحمايته.
كما يجب على آلإدارة السياحية في العراق تشجيع الاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية في المجال السياحي وتقديم حوافز للاستثمار ألأجنبي لان المواقع السياحية المختلفة في العراق بحاجة لاستثمارات هائلة لصيانتها وتجديدها وتطوير البنى التحتية والفوقية فيها.
كما لا بد من تدريب وتأهيل جيل جديد من الموارد البشرية السياحية للتعامل مع السياح وتقديم الخدمات السياحية المناسبة وهذا يتأتى من تطوير التعليم والتدريب السياحي والفندقي في العراق وإنشاء كليات سياحةوفندقه جديدة تواكب التطورات الحديثة في صناعة السياحة.
وسائل الأعلام في العراق يقع على عاتقها الدور الأكبر في ترويج المواقع السياحية المهمة في العراق وتشجيع السياحة المحلية والدولية وإنتاج برامج متنوعة تبرز القدرات التاريخية والطبيعية والتراثية المختلفة في العراق.
علاوة على ذلك، يجب تقديم منتجات سياحية جاذبة في العراق وتنويع العرض السياحي من خلال أعادت الاعتبار إلى السياحة البيئية والجيولوجية وسياحة الحياة البرية والصحراء وتطوير السياحة على ضفاف آلأنهار وتطوير السياحة الدينية وليس فقط الاعتماد على السياحة الأثرية كما هو متعارف عليه في العراق في الماضي. تطوير مفهوم إدارة ألازمات في صناعة السياحة في العراق لتكون آلإدارة السياحية قادرة على التعامل مع أي طارئ يعكر صفو الحركة السياحية في منطقة يعتبر الثابت الوحيد فيها هو التغير.
ومن ألأهميه بمكان إن تساهم آلأحزاب والكتل السياسية المختلفة في العراق في دعم الجهود لتطوير صناعة السياحة. آد يجب أصافة تطوير السياحة إلى برامج تلك آلأحزاب وخطابها التنموي أذ يلاحظ عدم التفات آلأحزاب السياسية لمثل هذا التوجه.
من المفارقات أن الدول التي تتعافى من الحروب تصبح مطلوبة بشكل كبير من قبل السياح لزيارتها كم تشير العديد من الدراسات السياحية في هذا المضمار. والفرصة ألأن سانحة أمام آلإدارة السياحية في العراق لإعادة الدفء إلى أوصال السياحة في العراق والعمل على إعداد المواقع السياحية وتجهيزها لتكون قادرة على استقبال السياح. فصناعة السياحة قادرة على تشجيع جهود التنمية في العراق و تطوير الاقتصادات المحلية والمساهمة في تخفيف نسب البطالة لمختلف المناطق في العراق.
