بقلم :د.مأمون حسين علان
تطور دور المتاحف في صناعة السياحة وازداد الطلب السياحي على بعض الوجهات السياحية بسبب متاحفها المشهورة. بالرغم من الاهمية الكبرى للمتاحف في تنشيط وتنويع المنتجات السياحية وترويج الإرث الحضاري والثقافي للامة، الا ان دورها غائب في العديد من الدول العربية. وتخلو قائمة المائة متحف العالمية التي تعد الاكثر زيارة على مستوى العالم من اي متحف عربي.
ويتصدر متحف اللوفر في فرنسا هذه القائمة بعدد زوار يتجاوز 8,500,000 ، يليه المتحف البريطاني في لندن 5,569,981 زائر، ومن ثم متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك بعدد يتجاوز 4,891,450. ولا ثكمن اهمية المتاحف في كونها فقط تحمي التراث والفنون وتروجها للعامة، بل انها ايضا تمثل عناصر جذب رئيسية لبعض الانماط السياحية كالسياحة التراثية والاثرية.
ما يلاحظ ان مختلف انواع المتاحف تشكل عناصر ثانوية للجذب السياحي في الدول العربية وتمثل جزءا بسيطا من البرامج السياحية العربية. حيث يندر ان يقوم سائح عربي أو عالمي بزيارة مدينة عربية لاجل احد متاحفها.
بينما قد يقوم اي زائر بالذهاب إلى لندن بدافع زيارة احد متاحفها المشهورة عالميا. وهذا الإهمال في منظومة المتاحف العربية وتهميشها في البرامج السياحية اثر بشكل كبير على تراجع ميزانيات المتاحف وحال دون تطور عملها وتحسين بناها التحتية.
ويلاحظ ان معظم المتاحف الموجودة في الدول العربية مختصة أما بالمنتوج الاثري أو التاريخي أو التراثي بينما يقل عدد المتاحف الخاصة بالإرث الطبيعي أوالجيولوجي.
المتاحف قادرة على لعب ادوار مهمة في الحفاظ على الإرث واستدامته في مختلف الدول العربية، وتوفير فرص لاكتساب المعرفة لمختلف انواع الزوار. من هذا المنطلق لا بد من تطوير المتاحف العربية وترويجها للسياحة المحلية والعربية والاجنبية. ووضعها على المسارات السياحية في مختلف الدول العربية. وتشجيع طلبة المدارس والجامعات والاطفال على زيارة المتاحف لنشر ثقافة زيارة المتاحف بينهم.
كما يمكن استخدام التقنيات الكنولوجية الحديثة في المتاحف كتطبيقات أنترنت الاشياء لتحديث المتاحف وتطوير عملها وزيادة قدرتها على جذب السياح. ومن الاهمية بمكان أنشاء مختلف انواع المتاحف المرتبطة بالانماط السياحيةالتي تطورت في الوطن العربي في السنوات الاخيرة كالمتاحف الطبيعية المرتبطة بالسياحة البيئية والمتاحف الجيولوجية.
