اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بيان حركة القوميين العرب،، في ذكرى الوحدة السورية المصرية عام/ 1958

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية 

 

 

** عيد الوحدة في ذكراه الستين..؟

*حركة القوميين العرب .

 

*في إطار التزام حركة القوميين العرب بالقضايا المصيرية للوطن العربي، فقد عمدت إلى توضيح وجهة نظرها من المسائل الإنعطافية الكبري، والتذكير فيها، تلك التي أدت إلى ما أدت عليه من قوة وافتخار، أو إلى تشرذم وضعف،، كما عمدت الحركة من خلال عملها الجاد منذ تجديد أنشطتها النضالية على الساحة العربية عام/2003/، إلى إصدار بيانات سياسية في هذه المناسبات، وهذا البيان كتبه في حينها – في تاريخ/22 / شباط /2008 – عضو مكتب الارتباط الأخ/ سليم نقولا محسن.

نعيد نشره في إطار الفائدة والتذكير.

 

 

 

يا جماهير شعبنا العربي المكافح

أيها الأخوة في كل مكان

خمسون عاما.. مضت على إعلان الوحدة بين سوريا ومصر وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة..

خمسون عاما من الكفاح الرافض للتجزئة القطرية والتخلف والاستعباد

خمسون عاما من الكفاح العروبي الدؤوب للحفاظ على الثوابت القومية التحريرية

فمصر الحرة ومصر التاريخ ومصر عبد الناصر، كان يدرك شعبها بأن اكتمالها لا يمكن أن يتم إلا بالتقائها مع سوريا ليشكلا معا قلب الوطن الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط، فسوريا هي العمق الاستراتيجي، وأيضا فإن مصر هي القاعدة وهي الانطلاق إلى الحياة الكريمة وإلى المنعة والتقدم.

لقد بدأت الحركة الاستعمارية العالمية في تقطيع أوصال الوطن العربي منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر وإلى استكماله عقب الحرب الأولى أوائل القرن العشرين، كما استطاعت أيضا في ترسيخ ابتعاده عن مجاله الحيوي الاستراتيجي تركيا وإيران، وإلى أن تزرع في قلب هذا الوطن كيانا إغتصابيا توسعيا تمثل في إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين بعد قتل وتهجير أهلها العرب الأصليين، كقاعدة عدوانية لا رادع لها، حارسة للتخلف والفوضى والضعف والانكسار.

ولكن ما هو أخطر من ذلك كان في اعتماد الإدارات الاستعمارية البرامج لخلخلة بنية مجتمعاته الاقتصادية والاجتماعية وخلخلة استقرارها، ليستحيل على أبنائها حتى بناء دولتهم القطرية واختيارهم الحر لسلطاتهم فيها، و تبعا إلى نشوء حالة فريدة مقلوبة في التاريخ السياسي، إذ عوضا من أن ينشئ الشعب الدولة والسلطات التابعة له لإيجاد حالة عقدية عادلة بين السلطة والمواطن، فقد أنشأ الدولة والسلطات وإداراتها التي أنشأت الشعب التابع لها، وبدورها هذه كان لا بد أن تنتج حالة تسلطية بين الحاكم والرعايا.

ولقد أفضى ذلك إلى نشوء دول وهمية مرتبطة بالضرورة وملحقة، وإلى سلطات وإدارات دولتية تم تطويرها لخدمة متطلبات الدول الإستعمارية التابع لها ذلك القطر أو ذاك، والتي بدورها حولت شعب تلك الدول من مجتمعات إنتاجية إلى تجمعات لشعب صار يتصف بالعطالة الإنتاجية والإتكالية والاستهلاك، ويعتمد في تصريف أموره المعيشية على سلطة الدول القطرية ويرتبط بها، كما جعلت تلك الإدارات والسلط من أراضي هذه الدول سوقا للبضائع حسب الاتفاق، أو خزانات نفطية ومناجما للمواد الخام الأولية أو قواعدا وممرات استراتيجية وغيرها.

إن الدول الإستعمارية التي ترسخت لدى إداراتها العقلية الاستعمارية دون فكاك، لم تتخلى عن قاعدتها الذهبية باستعباد الشعوب واستغلالها، وإن قد حدث في الآونة الأخيرة “بعد قفزات التطور النوعية” نوع من الانقسام بينها وبين توجهات الرأسمال الإستثماري الكوني وجنوح هذا الرأسمال إلى لجم دوله الوطنية القومية الاستعمارية ومتطلباتها المعيقة لنموه إلى حد الصراع وإلى تفضيله المشاركة على تثمير أمواله على النطاق الكوني مع دول العالم الأخرى عوضا عن تثميره في دول نشوئه، فإن إدارات تلك الدول الاستعمارية لم يمنعها ذلك من تفعيل الدفاع عن مواقعها وإلى التسابق معه للسيطرة على مواقع الاستثمار وذلك لإعادة هذا الرأسمال الهارب إلى نفوذها، وقد تمثل ذلك عبر تصدير الإيديولوجيات والمواقف لمناطق المخانق العالمية ذات الثروات والممرات في الشرق الأوسط وردفها لاحقا بمجموعة منوعة من الممارسات تتدرج من المضايقات والحصار إلى الحروب الإستباقية المتنقلة التي شاهدنا أحداثها المأساوية في العراق وأفغانستان ولبنان وغزة، بغية حصار تحرك هذا الرأسمال الكوني وإرهابه وأيضا إلى إرغام الشعوب في المنطقة ودولها على القبول بما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وهكذا فإن التصورات التقييمية لبعض قوى اليسار المحلية كطليعة نضالية تستند أساسا على المنقول من منطلقات الثقافة الغربية عن السياسيات وأصول الحكم، كانت تجانب الحقيقة وغالبا ما كانت تتسم بالسطحية في إلباسها الغير ما هو مروج له، ذلك عند تناولها انتظام العلاقات السياسية ومتغيراتها في دول المنطقة وموقع السلطات فيها وقادتها بدءا من الزعيم الرئيس عبد الناصر إلى الشهيد صدام حسين المجيد، كما كانت الأحكام المشوشة التي أصدرتها عليها غير مفهومة فأضافت هذه القوى بعدا تخريبيا ساهم في عدم استقرار الشعوب، ودفع إلى تأزيم واقع دولها، وإلى إغلاق أبواب الخروج من مآزقها.

يا جماهير شعبنا العربي المكافح المقاوم

إن خمسين عاما من الكفاح لا يمكن أن تندرج أبدا كما يتخيل البعض في سلسلة الهزائم والإحباطات، إنما هي سلسلة لتراكم الخبرات من أجل نصر قريب، فمن واقع الوطن العربي وحالة شعوب العالم في مطلع الخمسينات وضع عبد الناصر تصوراته للتحرير، ابتداء من تحرير مصر الدولة النواة، فالعالم متداخل ومتشابك ومتقاطع فالثورة كي تنتصر لا بد لها من مجالات حيوية تكون لها رافدا وضامنا أو مشاركة لها في التحرير، فكانت الدوائر النضالية إنطلاقا من الدائرتين العربية والإسلامية وصولا إلى شعوب العالم المحكومة بالفقر والتائقة إلى الإنعتاق، فكانت الحركة الوطنية العربية التحريرية جزءا من الحركة العالمية لمحاصرة الإستعمار، فالحركة الإستعمارية لا يمكن أن تقاتلها الشعوب منفردة وفقط في فلسطين أو العراق، بل يجب قتالها في كل مكان، فلا مناص من التحرر القومي ومقاتلة العدو على كل أرض مغتصبة، لا بد من إنشاء قوى التحرر وإلى تحصينها في الدول المحررة النواة، لابد من فك إسار قوى التحرر لدى الشعوب المحتلة بالجيوش الغازية أو المقيدة من قبل الحكام العملاء الخاضعين، وإطلاقها للخروج بمعطيات إيجابية تمكن من بناء الدولة القومية الواحدة المحررة.

فوحدة الوطن العربي لم تكن يوما ترفا عقائديا أو نزقا عصبويا، وإنما مشروع الوحدة يتمثل في تحقيقه ضمان الحد الأدنى لحقوق شعب الوطن العربي الطبيعية، وتوفير السبل الممكنة لإقامة دولته الواحدة العادلة بما يتيح له ذاك من تجميع إمكانياته الدفاعية الحيوية والمادية ضد العدوان وفي البناء والتحرير.

فإن الآلاف من القوى الحية، المتعلمين والاختصاصيين، الذين أنتجهم شعب الوطن العربي من أبنائه عبر هذه السنوات الكفاحية على حساب مدخراته المتواضعة على أمل الانتفاع منهم في خدمة الوطن وتطويره، يمكن إنقاذهم من الانحدار، كما يمكن نشل من انحرف منهم إلى هوة القوة التخريبية المضادة لأوطانهم، والمتمثلة أساسا في عبء عطالتهم الإنتاجية والتعويض عنها من قبلهم في الرضوخ للثقافات الإيديولوجية الأجنبية والانبهار بها، وتسابقهم على نهب وامتصاص ثروات شعوبهم لإعطائها للغير، فإن هؤلاء يمكن إعادة تأهيلهم وتأهيل خبراتهم لتجنيدهم من جديد في خدمة العمل الوطني وفي الدفاع والبناء والتحرير.

لقد كانت تهدف دعوة الزعيم عبد الناصر القومية إلى التخلص من تخلف العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعائلية، وإلى التخلص من الفقر والجهل والضعف والهوان، وإلى جعل إنسان هذا الوطن مواطنا يعزز انتماءه له العمل المنتج، كما كانت دعوته تهدف إلى بناء الوطن والمواطن وإلى اعتماد القوى الذاتية لإنجاز المشروع الاقتصادي الإنتاجي لبناء المجتمع القومي وتحصينه، فلا دولة قومية دون مجتمع قومي أساسه الكفاية والعدل، ولا مجتمع قومي دون اقتصاد قومي ينتظم كل شعب المجتمع ضمن معطياته، ويدافع عن بناه وقيمه ووجوده.

يا جماهير شعبنا العربي:

إن حركة القوميين العرب التاريخية التي تبنت دائما المسار الوحدوي ودافعت عن الثوابت الوطنية والقومية، إذ تحي شعب الوطن العربي في ذكرى الخمسين على إعلان الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة، وتحي أرواح الأبطال من شهدائها وشهداء أبناء الشعوب العربية الذين انتصروا لقضايا تحرير أوطانهم ولنصرة الدعوة القومية في الوحدة والتحرر والعدالة والديمقراطية، فإنها تدعو كل المثقفين العرب كطليعة ملتزمة في الحفاظ على الثوابت القومية، كما تدعو في هذه المناسبة الأحزاب والهيئات والجمعيات الوطنية والسياسية، إلى استلهام الروح القومية في اصطفافهم لخوض المعارك المصيرية المرتقبة.. التي تستهدف كيانهم وهويتهم ووجودهم، وإنها لمقاومة تحريرية حتى النصر.

عاشت الوحدة العربية، عاش الشعب العربي، عاشت المقاومة التحريرية المسلحة في العراق وفلسطين ولبنان، وعلى كل أرض عربية، عاش الشباب القومي العربي رافع راية العدالة والكفاح من أجل الوحدة والتحرر والديمقراطية.

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled