بعد أيام قليلة يهل علينا شهر مايو الذي يؤذن ببدء موسم الاجازات في العالم العربي الشقيق. هذا الشهر سوف يواكب بإذن الله شهر رمضان المبارك. كما تعودنا وعلي مدي عقود طويلة كان هذا الشهر يعد من الشهور الجاذبة للسياح العرب ومع أسرهم. كانوا يأتون إلينا ضيوفا أعزاء للاستمتاع بمظاهر احتفالاتنا بهذا الشهر الكريم.
يتصادف هذا العام أن يعقد ملتقي السياحة العربي في دبي دورته الجديدة يوم الأحد القادم قبل أسبوع من بداية الشهر الفضيل. هذا التوافق سوف يكون فرصة لوزارة السياحة وأجهزتها. المشاركة.. تذكرة رواد هذا الحدث من السياح ومنظمي الرحلات العرب بمزايا قضاء شهر رمضان في رحاب الضيافة المصرية. اقدامهم علي قضاء رمضان في مصر سيتيح لهم معايشة أجواء مصر الروحانية خلال فترة الصيام وبعد الافطار وحتي السحور. إنهم سوف يمكنهم التواصل مع المهرجانات والعروض الفنية والطقس البديع الذي ينسيهم ارتفاع الحرارة في أوطانهم.
>>>
من المؤكد أنه وبالنسبة للذين تعودوا علي زيارة مصر في أيام رمضان سوف يستعيدون سهراتهم في منطقة الحسين وعلي ضفاف النيل الخالد والمتابعة والمشاركة في احتفالات الشعب المصري وحفاوته وهو الذي لا وجود له إلا في مصر المحروسة. في هذا الإطار أعتقد أنه سوف يكون عملا جميلا ومفيدا أن يشمل برنامج وزارة السياحة الترويجي والتسويقي في معرض »الملتقي» دعوة لقضاء شهر رمضان في مصر.
لا بأس من دعم هذه الحملة بعرض حي لجانب مما تزخر به أجندة رمضان. هذا التحرك المنتظر في ملتقي دبي يأتي استكمالا وتواصلا مع الجهود التي تم بذلها للارتفاع بمعدلات السياحة العربية.. حول هذا الشأن ليس خافيا أن العلاقات القوية والوطيدة علي المستوي الرسمي والشعبي مع الدول العربية وشعوبها حاليا تعد عنصرا فاعلا لجذب وإقبال السياح علي قضاء إجازاتهم في مصر.
>>>
لا جدال ان الزيادات في أعداد السياح العرب تساهم دائما في تعويض النقص الذي يمكن أن تعاني منه السياحة الأجنبية والتي أحد أمثلتها ما ترتب علي الحظر السياحي الذي فرضته كل من روسيا وبريطانيا. بالطبع فإن اعداد هؤلاء السياح العرب ليسوا بمعدلات اعداد هؤلاء السياح الأجانب.. إن ما يعوض هذا الفرق الارتفاع الكبير في معدلات إنفاق السائح العربي إضافة إلي اتساع رقعة التأثير الاقتصادي والاجتماعي بحكم اختلاطهم بأطياف الشعب المصري.
إن أهمية نمو السياحة العربية ليس في عائدها الاقتصادي فحسب ولكن الأهم من هذا هو ما تحققه من دعم للعلاقات الأخوية التاريخية بين مصر وكل أشقائها العرب.
>>>
ليس غائبا ان التطورات الاقتصادية وما ارتبط بها من تحولات ثقافية واجتماعية في العديد من الدول العربية أدت إلي تغيير في نمط اختيار الوجهات السياحية لقطاع كبير من أخوتنا العرب. كان من نتيجة ذلك حصول دول أخري علي نصيب من حركة هذه السياحة. رغم ذلك فإن مصر وعلي ضوء ما تشهده من تطورات تشمل كل جوانب الحياة والانشطة والخدمات يمكنها أن تستحوذ علي نسبة كبيرة من سياحة العائلات العربية.
من ناحية أخري فإن اتجاه جانب من السياح العرب إلي مقاطعة السفر إلي تركيا بسبب سياساتها المعادية لغالبية الدول العربية خاصة المصدرة للسياحة.. يمكن أن تكون عاملا لاستقطاب مزيد من السياح العرب. من المؤكد أن ملتقي دبي للسياحة سوف يكون فرصة أمامنا لمزيد من التنشيط لحركة السياحة العربية.
