اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ما بعد محنة كورونا…!!

ما بعد محنة كورونا...!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية

بقلم : رشا العفيفي

تقول الحكمة المصرية والعربية ،رُبَّ ضارة نافعة ، وقد تكون هذه الحكمة القديمة تنطبق على أحوال الناس والمجتمعات في هذه الأيام التي تشهد انتشار وباء كوفيد 19 المستجد فى العالم ،ففيروس كورونا ليس وباءً ضارآ فحسب بل تعدى الضرر إلى الأذى ووصل إلى مرحلة القتل وإنهاء حياة الإنسان ، ولعل ذلك ما يجعلنا ننظر إلى الجانب الآخر من الأزمة ، ونبحث معآ عن الجانب النافع فى مواجهة وباء قاتل سينتهي حتمآ، واستخلاص دروس هذه المرحلة لنحدد معالم طريق ما بعد الكورونا .

 

من المؤكد أن اهم هذه الدروس هي المواجهة الطبية والعلمية والبحثية والإدارية التى كشفت عن حاجة المجتمع لتطوير وزيادة كم وكيف الإهتمام بتلك المنظومات .

 

مع كل التقدير للجهود والإجراءات التي إتخذتها الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة ، والنجاحات التي حققتها ،كشفت الأزمة حاجة البلاد لتطوير مفاهيم البحث العلمي وتجهيز المستشفيات ومعامل الأبحاث و التحاليل الإكلينيكية والباثولوجية (علم الأمراض) فالمنظومة الصحية تتعدى الكادر الطبى من الأطباء وطواقم التمريض إلى المعامل البحثية الأكاديمية إلى منظومة التعليم الطبي ومراكز البحوث .

 

 

فهى منظومة متكاملة تنقسم إلى تعليمي ،علمى ، بحثي ، من بحث علمي لعمل إداري للإهتمام بكليات الطب ومعاهد التمريض وتطوير المعاهد الطبية ، وتوفير مستشفيات بشكل كاف بها جميع التخصصات ، وزيادة عدد الآسره بها والإهتمام بالمستوى العلمى والتعقيم النظافة العامه .

 

من منا لم يذهب يوما إلى مستشفى عام ، من منا لم يرى كم الإهمال وعدم توافر الإمكانيات الطبية الكافية لعلاج المرضى ، فقد جاء الوقت لندرك أهمية العلم والمنظومة الصحية لفائدة الناس والمجتمع .

 

 

وعن تجربة شخصية كنت التمس العلاج من حصوة بالمرارة وكانت تنتابنى الأمها منذ سنوات فذهبت إلى مستشفى الدمرداش ، وبعد أن نزلت من محطة المترو رأيت ما لم أره فى حياتي ، فأمام باب المستشفى عربات الأكل يمرح حولها الذباب ،و رأيت عربة تبيع (السمين) وهي أجزاء من لحوم الحيوانات يشتريها الفقراء لرخص أثمانها .

 

 

كما رأيت (فرشات) لبيع الملابس القديمة ،وراعنى وجود من يبيع أكفان تجهيز الموتى فى الممر المؤدى إلى المستشفى ،وعلى الباب الكبير رأيت بعض النساء العجائز مستغرقات فى البكاء فلم أدرى هل كان هذا البكاء من المرض والآلم ، ام كان لفقد عزيز لديهن..؟ كان يجلسن على الأرض غارقات فى الدموع والأحزان ..!

 

 

وبعد دخولي وجدت الأطباء يحاولون مساعدة المرضي دون اى إمكانيات فعدد المرضي كبير ولا توجد اماكن انتظار انسانية، الفوضى تعم المكان وكذلك المرض وقلة الإمكانيات، نعم الدولة مشكورة رفعت قيمة بدل العدوي للأطباء وإن كان متأخرآ _ وخير ان تأتِ متأخرآ من أن الا تأتِ ابدآ .

 

 

وقد قامت الدولة ايضآ برفع مرتبات اطباء الإمتياز وهم اطباء الغد وعلي عاتقهم ستقوم المنظومة الصحية فى المستقبل ، المنظومة الصحية هى محور رئيسى للعالم فيما بعد جائحة كورونا ، فهناك الأمراض المعدية وهي من لا تصل لدرجة الوباء ، وهناك الأمراض المتوطنة وهى ما تولد فى وطن ما وتستوطن به نتيجة ظروفه البيئية والمناخية ، ثم يأتي الوباء وهو ما يأتي في مساحة جغرافية محدده اما الجائحة فهي مرض ينتشر عبر القارات .

 

واتصور أن من واجبنا الوطني أن نلفت نظر المسئولين عن صحة المصريين بأهمية المنظومة الصحية ككل من مراكز بحثية ، وبناء عدد أكبر من المستشفيات والاهتمام بالحجر الصحى وتطوير المستشفيات الحالية بشكل يوفر للمواطن المصرى الكرامة والرحمة ومتابعة الأمراض المعدية والوبائية ..فمعظم المعاهد الطبية المتخصصة التي بُنيت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مثل معهد السكر أو معهد القلب والكلى ، معهد الكبد ومعهد تيوتودربلهارس.

 

 

وهي التي يلجأ إليها الفقراء حتى اليوم ولكن هذه المعاهد قليلة لا تكفى ..؟ فالزيادةً السكانية وتنوع الأمراض أصبحت عبئا علي هذه المؤسسات ولم تعد إمكانياتها المالية ولا قدرات طواقمهاالطبية ولا أجهزتها تحّمل هذة الأعداد الضخمة من المترددين عليها .

 

 

اعتقد ان الإسراع في تطوير ودعم وإعادة تجهيز هذه الصروح الطبية هي الخطوة الأولي في طريق مشروع كبير للنهضة الطبية والعلاجية في مصر ، ولو بدأنا هذه الخطوة وإستفدنا من حالة الاستنفار الوطني التي نعيشها هذه الأيام سنحول محنة كوفيد 19 المستجد إلى منحة نستفيد منها فى بناء منظومة صحية نفخر بها ونفتخر معها بأننا قادرين على بناء مستقبل افضل لوطننا .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled