اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سيدي بوسعيد.. تدافع عن سمعة السياحة التونسية

زارها مايكل جاكسون وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ

سيدي بوسعيد.. تدافع عن سمعة السياحة التونسية

ظلت مدينة سيدي بوسعيد التونسية لسنوات المدينة الجاذبة للسياح والمتنزهين، والواقعة بأحواز العاصمة بمنأى عن أي تأثير لأعمال العنف والإرهاب، لكن مع سقوط نحو 60 قتيلا في هجومين منفصلين ضد متحف باردو بالعاصمة ونزل «إمبريال مرحبا» بسوسة خلال أشهر قليلة من العام الجاري أصبح انحسار عدد السياح ملحوظا في ذروة الموسم السياحي بتونس، ما طرح مخاوف لدى الحرفيين وأصحاب المطاعم والمحلات السياحية.


وقال عبدالغفور لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «في سيدي بوسعيد يمكن لأصحاب المحلات أن يصمدوا لأشهر. لديهم مداخيل جيدة وأملاك، ولكن إذا طالت الأزمة أكثر من ذلك فسيطرح هذا مشاكل».

 


وأضاف الحرفي أمام محله الخالي من الزبائن: «نأمل أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي في أقرب وقت».


ولكن في سيدي بوسعيد، وبخلاف الأزمة التي تهدد الحرفيين والمطاعم السياحية لا تزال المدينة الساحرة بجمالها وفية لسمعتها كإحدى المناطق الأكثر جذبا للزوار بفضل خصائصها المميزة وموقعها الجغرافي ومعمارها الفريد ذي اللونين الأبيض والأزرق. مع ذلك لم تستثن السلطات المدينة من التدابير الأمنية الصارمة بعد أحداث سوسة بنشر وحدات مسلحة في مدخل المدينة وعناصر أخرى وسط الشارع الرئيسي المزدحم بالمحلات والمقاهي.


اليوم، وبينما يعيش القطاع السياحي وضعا دقيقا فإن المدينة التي يقطنها قرابة خمسة آلاف شخص وتضم 4 أروقة للفنون تفتح أبوابها للزائرين على مدار السنة ومقاهي مزدحمة، تحمل على عاتقها مهمة الحفاظ على استقطاب سياح العالم إلى تونس.


ويشير دليل سياحي برفقة مجموعة من السياح الروس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «السياحة في تونس صناعة عريقة. يجب أن يكف الإعلام عن تهويل الأمور، ما حدث يمكن أن يحدث في أي دولة أوروبية».


ويضيف الدليل: «الروس يحبون المغامرة وهم يقبلون على تونس كما في السابق، لم تؤثر أحداث سوسة على رغبتهم في زيارة هذا المكان الرائع».


وبشكل عام تستمد المدينة المنتصبة منذ القرون الوسطى سحرها من موقعها المطل من فوق منحدر صخري شاهق تكسوه الأشجار، ويطل على سواحل مدينة قرطاج التاريخية وخليج تونس.


ويروي المؤرخون أن جبل سيدي بوسعيد كان يلعب منذ القدم دورا استراتيجيا ودفاعيا لدى القرطاجيين لحماية مدينتهم من الغزو الخارجي في القرن السابع قبل الميلاد، وحافظ الجبل على ذات الدور مع الفاتحين المسلمين حتى القرن الثاني عشر.


ويربط مدرج طويل وسط غابات الصنوبر الكثيفة بين قمة الجبل وحتى أسفل المدينة نحو المرفأ. وهو من بين الوجهات الرئيسية التي يسلكها السياح لدى قدومهم إلى سيدي بوسعيد.


ومع أن المدينة التي تحمل اسم ولي صالح يدعى أبو سعيد الباجي وتضم مقاما له، عرفت منذ قرون كمهد للتصوف والتأمل إلا أن التحول الجذري الذي أعاد تعريف سيدي بوسعيد كمنطقة استجمام وترفيه جاء في بدايات القرن التاسع عشر.


فخلال حكم العائلة الحسينية بنى محمود باي الذي حكم بين سنتي 1814 و1824 مسكنا بالقرب من مسجد الزاوية، ثم تبعه عدد من عائلات الطبقة البرجوازية بمدينة تونس بتشييد منازل على تل سيدي بوسعيد خصصت في الغالب لقضاء عطلة الصيف وحضور الاحتفالات الصوفية الموسمية.
ومع بداية القرن العشرين ذاعت شهرة سيدي بوسعيد شيئا فشيئا وأصبحت قبلة المثقفين والفنانين التشكيليين والكتاب ومشاهير السينما في العالم، وشيد بعضهم مساكن خاصة بهم في المدينة.


وحتى اليوم لا يزال قصر النجمة الزهراء الذي شيد للرسام الإنجليزي الشهير البارون رودولف ديرلانجي بين عامي 1912 و1922 محافظا على إطلالته البهية في المدينة بهندسته الشرقية والأندلسية وهو أحد العلامات البارزة التي تعكس عمارة سيدي بوسعيد.


لكن البارون ديرلانجي لم يكن وحده من أسهم في شهرة سيدي بوسعيد العالمية، هناك أيضا الرسام الألماني الشهير بول كلي الذي حط رحاله في سيدي بوسعيد في زيارة استغرقت أشهر لتونس عام 1914.


وكانت المدينة قد أحيت في العام الماضي مئوية هذه الرحلة. يقول الإعلامي والباحث اللبناني في التاريخ الثقافي إبراهيم العريس في مقال له بجريدة الحياة اللندنية حول يوميات بول كلي عن رحلته إلى تونس «نجد في صفحات هذه اليوميات فصولا تروي الرحلة الشهيرة التي قام بها بول كلي، مع اثنين من رفاقه الفنانين وهما أوجوست ماكي ولويس مواييه، إلى تونس في ربيع عام 1914». ويضيف العريس: «نعرف أن تلك الرحلة التونسية مارست تأثيرا كبيرا في فن بول كلي، مضيفة إليه أبعادا روحية وإسلامية وخطوطا عربية كانت تدهش مشاهدي لوحاته على الدوام».


وتعد بيوت وبنايات سيدي بوسعيد بأبوابها العتيقة ذات النقوش الأندلسية والعربية مصدر الهام لزائريها من أهل الفن والثقافة ومصدر إعجاب للفنانين. ويحتفظ أهل المدينة حتى اليوم بذكريات تاريخية مع زيارات سابقة أبرزها لملك الروك الراحل مايكل جاكسون والفنان الفرنسي باتريك برويال والمصريين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

 


ومع جمال المكان وفتنته فإن الزائر إلى سيدي بوسعيد لا يمكن أن يفوت فرصة التهام فطائر «البلبلوني» المطلية بالسكر أو الجلوس في مقهى العالية أو مقهى سيدي الشبعان في قمة جبل سيدي بوسعيد والمطلة على مياه البحر المتوسط.


وتقول سائحة برتغالية تدعى ليونور تكشيرا بصحبة خطيبها التونسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بينما كان يغادران مقهى سيدي الشبعان «المكان جميل ومريح فعلا. أحلم بشراء منزل هنا. لا أعرف متى سيكون ذلك. لكن في الوقت الحاضر سأتمتع بالمزيد من الزيارات إلى سيدي بوسعيد». ومثل ليونور يأمل الحرفيون أن يقبل باقي السياح من ألمانيا وفرنسا بشكل خاص، بكثافة على المدينة لأنهم يمثلون مصدرا حيويا للحياة الاقتصادية والتجارية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled