اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

المشهد السياحي التقليدي على حاله .. والبترا في حالة غياب تام

المشهد السياحي التقليدي على حاله .. والبترا في حالة غياب تام

 

عمان …. ظهر المشهد السياحي خلال أيام عطلة عيد الفطر بذات التفاصيل التي طالما مرت بها مثل هذه الأيام، رغم تعدد الخطط والبرامج التي أعدت لها الا انها استمرت في ذات المنهجية التقليدية التي ترتفع بها نسبة الاعتماد على السياحة الداخلية بشكل أكثر بكثير من الوافدة سواء كانت عربية أو أجنبية، واقتصار النشاط السياحي على مناطق سياحية محددة حصدت حصّة الأسد فيما بقيت مواقع أخرى تعاني من أزمة سياحية خانقة،  وبقيت السياحة الصادرة تأخذ حيزا كبيرا لم تتمكن الخطط السياحية من الحد منها نظرا لذات السبب بارتفاع المنتج السياحي المحلي مقارنة بغيره من الأسواق المحيطة المنافسة.


الحركة السياحية بصورة عامة كانت خلال الايام الماضية نشطة وصلت بها نسبة الحجوزات الفندقية لأكثر من (95%)، وتحديدا في العقبة والبحر الميت ان لم تكن تجاوزتها، اضافة الى دخول مواقع سياحية أخرى في ماراثون الحضور السياحي كان من أبرزها عجلون، كما لم تغب السلط وجرش عن المشهد ولكن بتواضع كبير، فيما بقي الاقبال محصورا على العقبة والبحر الميت، فيما غابت البترا بشكل كبير جدا عانت فيه فنادقها من ازمة حقيقية.


 وفي قراءة لـ»الدستور» حول تفاصيل المشهد السياحي خلال أيام عطلة العيد، بدا واضحا ان التركيز الأكبر كان على السياحة الداخلية، فكان المواطن هو العنصر الأساس في النشاط السياحي، فيما حضرت السياحة العربية بتواضع وغابت الأجنبية بشكل كبير، قابل ذلك ارتفاع كبير بنسبة السياحة الصادرة حيث اختار مواطنون -قدرت أعدادهم بالآلاف- قضاء اجازاتهم خارج البلاد وتحديدا في تركيا وشرم الشيخ إذ كانتا الأكثرين جذبا للسائح الأردني تلتهما لبنان ولكن بأعداد بسيطة.


وزارة السياحة والآثار بدورها أكدت انها أعدت خطة متكاملة لاحداث تغييرات شاملة بالمشهد السياحي وتحديدا في مثل هذه المواسم، ولكن لم تأت رياح ما حدث بما تشتهيه سفنها، وبقيت الحال على ما هي عليه دون احداث اي تغييرات لتشكل -عمليا- علامة فارقة بالمشهد وبقيت الحال غير المرضي عنها على حالها!!! وأرجع مختصون عدم احداث تغيير في المشهد السياحي لعدم تجديد السياسات التسويقية، التقليدية، اضافة الى ارتفاع سعر المنتج السياحي المحلي، حتى ان بعض المنشآت تتعمد رفع أسعارها خلال هذه الأيام وليس العكس لجذب السياحة، وأي مبلغ يمكن دفعه بليلة واحدة في أحد فنادق المملكة يمكن قضاء ثلاثة أيام به في احدى دول المنطقة وعليه لا يوجد تكاملية بالخطط السياحية وغياب التنسيق بين من يضع الخطط السياحية وبين منفذيها الذين يصرون على رفع الأسعار.

 

وزير السياحة والآثار نايف الفايز أكد أن برامج الوزارة التي تضعها هي لغايات تشجيع السياحة، مبينا أنها اطلقت برنامجها السياحي ضمن «برنامج الاردن احلى» ليكون خاصا بعطلة عيد الفطر ليشمل زيارة كافة مناطق المملكة تدريجيا من خلال خيارين، مبينا ان هذا البرنامج يطلق بدعم من وزارة السياحة والاثار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومفوضية البترا وسلطة مفوضية العقبة الاقتصادية الخاصة، بهدف انعاش السياحة الداخلية وتحفيز المواطن الاردني على زيارة المواقع الاثرية والسياحية.  وعن خيارات هذا البرنامج بين الفايز ان الخيار الأول يتضمن رحلة (عمان/ البترا عمان) أيام (الخميس – الجمعة – السبت) يشتمل على إقامة لمدة ليلتين في فنادق مدينة البترا ووادي موسى، مدعومة من وزارة السياحة والأثار وهيئة تنشيط السياحة بنسبة 40% للغرفة الواحدة (مزدوجة) شاملة الإفطار والعشاء والضرائب إضافة الى المواصلات مجانا وهذا الجانب يأتي دعما من الفنادق.


 ويتخلل هذا الخيار في برنامج الرحلة في اليوم الثاني القيام برحلة اختيارية (اي يوم الجمعة) الأولى من البترا الى العقبة كرحلة تسويقية الى مدينة العقبة والعودة الى البترا ليلا. أما الخيار الثاني فيتضمن وفق الفايز رحلة (عمان البترا – البترا – العقبة) والاقامة لمدة ليلة في فنادق البترا وليلة في فنادق مختارة في مدينة العقبة، وستقوم الوزارة والهيئة بدعم نسبته 40 % للغرفة الواحدة ( مزدوجة) كسعر تشجيعي للإقامة لليلة الواحدة في البترا شاملة الإفطار والعشاء والضرائب إضافة الى المواصلات المجانية. 


وفيما يتعلق في إقامة ليلة واحدة في العقبة فتوجد اسعار تشجيعية فقط دون دعم من الوزارة او الهيئة حيث تبدأ الأسعار للغرفة المزدوجة من ثلاثين دينارا لمدة ليلتين شاملة الإفطار والعشاء والضرائب والمواصلات. وأوضح الفايز ان المواطن يستفيد من هذا البرنامج من خلال شرائه قسيمة الشراء بهدف تقديمها للفندق وذلك كل يوم خميس الساعة الرابعة مساء والعودة من البترا الرابعة مساء السبت.

 

ونبه الفايز الى ان هذا البرنامج سيستمر على مدار أيام العام؛ ما سيمكن المواطن من الاستفادة منه ايضا خلال الأيام والأشهر المقبلة، وبطبيعة الحال الهدف الأساس من كل ذلك احداث حركة سياحية نشطة تستفيد منها كافة القطاعات السياحية وبالمحافظات كافة. عدد من المواطنين أكدوا لـ»الدستور» ارتفاع سعر الغرف الفندقية تحديدا في البحر الميت والعقبة، بشكل لافت فيما اشار عدد منهم الى ان الغرفة الفندقية في البترا التي تعاني من ازمة سياحية خانقة تجاوزت (150) دينارا مع وجبة الافطار في ليلة واحدة رغم حصولهم على خصم من أحد الفنادق، لتبدو الصورة بذلك منقسمة بين ما يقال وما يطبق على أرض الواقع.

 

مكاتب خاصة بالسياحة الصادرة اكدت ان آلاف المواطنين قضوا اجازتهم خارج البلاد وتحديدا في تركيا وشرم الشيخ ولبنان، كاشفين عن وجود سياح عرب سافروا من خلالهم الى هذه الدول كون البرامج التي يوفرونها تقدم بأسعار مناسبة ومنافسة، منبهين لضرروة التنبه لهذا الجانب الذي آن الآوان له ان يحسم لصالح السياحة المحلية والاقتصاد الوطني نظرا لارتفاع نسبة فاتورة السياحة الصادرة بشكل لافت.


ولفتت ذات المكاتب الى ان السياحة الخارجية متوفرة وبكافة الأسعار التي تناسب الجميع سواء كان الراغب بأسعار متواضعة أو حتى من يرغب بأسعار مرتفعة، ورغم هذا تبقى السياحة الخارجية أقل سعرا، فالمبلغ الذي يمكن دفعه لقضاء ليلة واحدة بأحد الفنادق داخليا يمكن السفر به لثلاثة أيام أو اكثر لدولة أخرى، وهذا عنصر منافسة خطير يجب التعامل معه بأكثر عملية.


وبدا واضحا في ذات القراءة أن المغتربين الاردنيين حضروا بشكل قوي وايجابي في المشهد السياحي وتوزع حضورهم بين العقبة وعجلون والبحر الميت، الى جانب عمان بطبيعة الحال فكان لهذا الحضور دفعة ايجابية للسياحة والاقتصاد الوطني وتحديدا في عمان وفي قطاع المطاعم والسياحة الترفيهية. الصورة بمجملها لم تشهد تغيرا لافتا وما تزال تدور في ذات الحلقة، مع التأكيد على أن الاردن جزء من منطقة ملتهبة، الا أن الوضع بات يتطلب وفق خبراء ضرورة تغيير الخطاب السياحي بمجمله بما يتناسب ومتطلبات المرحلة، اضافة الى تغيير وتحديث الأدوات التسويقية السياحية، واحداث حالة تنسيق اكثر فاعلية بين القطاعين العام والخاص تحديدا في موضوع الأسعار.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled