محاربة الفساد
.jpg)
بقلم : محسن الصفار
كان سعيد يقوم بعمله في الوزارة عندما اجتمع الموظفين فجأة وفتحوا نقاشا حول الوزير الجديد الذي تولى المنصب مؤخرا فقال سعيد -سمعت ان الوزير الجديد رجل حازم ويعتزم محاربة الفساد في وزارتنا.
رد عليه الموظفين -نعم هذا ما كنا نطمح إليه منذ سنوات فالوضع أصبح مخجلا من كثرة الفساد ويجب أن يتم الضرب عليه بيد من حديد.
صفق بقية الموظفين والموظفات وعلت أصوات التأييد من كل جانب.. وهنا ابتسم سعيد وخاطب الموظف المتحمس قائلا -شيء عظيم استاذ ولكن هل تعلم أن الوزير الجديد قرر تركيب أجهزة تعقب على سيارات الوزارة لكشف من يستعملها لمشاويره الخاصة بدلا عن العمل؟
أمتعض الزميل وانقلب وجهه، ثم خاطب سعيد إحدى الموظفات -هل تعلمين أن الوزير الجديد قرر فتح تحقيق في تعيينات الوزير السابق لاقرباءه وقرر تسريح من لم يستوفي شروط التعيين؟
وهنا شهقت الموظفة وبأن الرعب على وجهها.
التفت سعيد إلى الموظفين قائلا -هل تعلمون أن الوزير الجديد قرر عدم الأخذ باي إجازات مرضية إلا بعد معاينة طبيب معتمد للتقرير الطبي وتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي استراحة ام لا؟
وهنا علت أصوات الهمهمة بين الموظفين
وهنا ألقى سعيد بقنبلة قائلا – هل تعلمون أن الوزير الجديد قرر عدم احتساب اي علاوات أو مكافآت إلا بحسب العمل المنجز وقرر توزيع استبيان رأي بين المراجعين لمعرفة من يخدمهم جيدا ومن لا يقوم بعمله على نحو جيد؟
وهنا تحولت الهمهمة إلى أصوات غاضبة فقال سعيد -ما رأيكم بهذه الإجراءات لمكافحة الفساد التي اعتمدها الوزير الجديد؟
صاح أحد الموظفين -أي فساد استاذ سعيد؟ اصلا وزارتنا انظف وأشرف وزارة في الدولة ومن يقول ان فيها فساد نقطع لسانه والوزير الجديد اصلا فاسد وانا شخصيا سمعت ان زوجته تلبس مايوه بيكيني على البحر
تعالت الأصوات الغاضبة استغفر الله ماهذا الفساد؟ بيكيني؟ أعوذ بالله من غضب الله يجب أن نرفع عريضة لرئيس الجمهورية ونطالب بإقالة هذا الوزير الكافر رأس الفساد
ضحك سعيد وقال للجميع استريحوا فكل ما قلته هو من خيالي والوزير الجديد مثل القديم راكب سيارته المرسيدس وجالس في مكتبه الفخم ومشغول بحضور حفلات الاستقبال وليس لديه وقت لمحاربة الفساد إلا في الخطب وأمام كاميرات الإعلام.
