.jpg)
بقلم :د. عصام علي الطابوني
خبير سياحي ليبي – سفير السياحة العربية
عندما نسافر ، نتعرف على أناس جدد و أفكار جديدة و نكتسب مشاهدات و تجارب جديدة قد تغير من نظرتنا حول بيئتنا و حول العالم ، و كلما تزداد تجاربنا يتطور فهمنا للأشياء و ترتقي مفاهيمنا لكل ما و من حولنا ، بالتأكيد للأفضل .
ان السياحة و الفعاليات السياحية الترفيهية هي حق من حقوق الإنسان و توفير الوسائل و الإمكانات و اقامة الفعاليات السياحية الترفيهية من أهم الأولويات في كل الأوقات باعتبارها حاجة ضرورية لصحة الإنسان و المجتمع . وبهذه المناسبة أشكر القائمين على تنظيم ورعاية مهرجان صيف الخمس 2016 على عملهم الرائع هذا .
ان السياحة بالنسبة لعدد كبير من سكان العالم أمر صعب و غير ميسر ، وهم من يحتاجون لرعاية و متطلبات خاصة . و هذا يعني بأن أعدادا كبيرة من ذوي الإحتياجات الخاصة سيحرمون من الاستمتاع بجمال السياحة ومن التعرف على ثقافات متنوعة و بيئات مختلفة و برامج سياحية رائعة . لذلك ينبغي أن تكون " السياحة متاحة للجميع " و أن تكون في محور السياسات و الاستراتيجيات السياحية ، ليس فقط لبعدها الإنساني كونه حق . بل لأن العناية بمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال السياحة على مستوى البنية التحتية السياحية و أنظمة النقل و المرافق و الخدمات و غيرها ، سيحقق فرصا كبيرة للنشاطات و الأعمال و الإستثمارات السياحية . وفي هذا الصدد أتوجه الى السادة الأفاضل القائمين على تنمية وتطوير الوجهة السياحية ( الخمس ) بالعمل الدائم على تذليل الصعاب أمام الجميع لخوض تجربة سياحية مريحة في المدينة بكل مرافقها و منشائتها و مقوماتها السياحية و في مقدمتها مدينة لبدة الكبري السياحية .
في هذا اليوم الخمسي الصيفي الجميل أود أن أخاطب لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأني لا أعتقد بأن مدينة لبدة الأثرية السياحية في خطر ، فلدى مواطنيها قبل المسؤولين عن ادارتها ولدى الجميع التزام وطني و انساني بحمايتها كتراث ليبي إنساني خالد ، نشكركم لقلقكم المبرر و نطمئنكم بأن تكون مدينة لبدة الكبرى و كل ثرى و بحر و سماء ليبيا بخير .
اليوم و اذ تحتفل الخمس باختتام مهرجان صيفها الجميل ، بالسلام تمد الأيادي و بالسلام فيها تتعانق القلوب . تعانق شواطئها تاريخها ، يعانق أهلها مستقبلها الزاهر .
أتمنى لكم جميعا أن تكونوا قد قضيتم أوقات ممتعة و مفيدة مع فعاليات مهرجان صيف الخمس 2016 ، كما قضيت أنا ساعات جميلة على سكة قطار مستقبل الخمس الواعد و بين شواطئها الجميلة و تحت قوس نصر ( لبدة الكبرى ) الفاتنة .
