"تنشيط السياحة" تعد خطة لمواجهة أحداث المنطقة
أكدت الخطة الاستراتيجية لهيئة تنشيط السياحة والبرنامج التنفيذي للأعوام 2015-2017 أن هناك العديد من عوامل الضعف التي تواجهها الهيئة وعلى رأسها قلة الموارد المالية المخصصة لها والحاجة لتحديث قاعدة البيانات بشكل دوري ومستمر.
وبينت أن من ضمن التحديات ضعف قنوات الاتصال داخلياً بين دوائر الهيئة والحاجة إلى وجود نظام إدارة موارد بشرية متكامل والحاجة لوجود مخطط لسير العمليات بين الدوائر دليل اجراءات.
كما بينت الهيئة ضرورة وضع نظام تحفيز للموظفين وزيادة الانشطة التي تبني روح الفريق عبر نشاطات اجتماعية للموظفين وزيادة التحفيز، بالاضافة الى عدم وجود هيكل تنظيمي يعكس تطورات العمل في الهيئة.
كما اعتبرت الهيئة أن نظامها لا يعطيها الصلاحيات الكافية لضبط وتطوير القطاع السياحي. وتضمنت الخطة الاستراتيجية للهيئة مخاطبة منظمة السياحة العالمية للاستفادة من خبرات المستشارين لديها وخصوصاً في مجال تقييم الانشطة التسويقية المختلفة وتقييم آلية عمل الهيئة وتقديم اي افكار جديدة تهدف لرفع أداء الهيئة. كما تضمنت مخاطبة هيئات تنشيط السياحة الاقليمة والدولية المتقدمة وذلك بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم في مجال التسويق السياحي والابحاث والدراسات وغيرها من المجالات ، والمشاركة بالمؤتمرات وورش العمل التي تدعو اليها منظمة السياحة العالمية ذات الصله بالمواضيع التي تُعنى بها الهيئة وخصوصاً دائرة الأبحاث والتخطيط.
وقال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات في كلمة ضمن الخطة إن "استراتيجية الهيئة تم إعدادها في ضوء ما تشهده المنطقة بشكل عام ودول الجوار بشكل خاص من احداث سياسية وتشكل تحدياَ للسياحة الوافدة للمنطقة والأردن تحديداً".
وأضاف لـ الدستور "تم إعداد الخطة الاستراتيجية للأعوام 2015-2017 لتحديد الغايات الرئيسية (Main Goals) لعمل هيئة تنشيط السياحة وهي توسيع قاعدة قنوات التوزيع للمنتج السياحي الاردني وتعزيز وتطوير آليات وادوات الترويج للمنتج السياحي الأردني بما يتناسب مع احتياجات الأسواق المختلفة للمساهمة في زيادة أعداد السياح القادمين للمملكة".
وأشار أيضا إلى أن من ضمن غايات الخطة تعزيز وبناء الشراكات والعلاقات مع كافة الجهات ذات العلاقة داخل وخارج الاردن لتوحيد جهود الترويج للمنتج السياحي الأردني وتطوير عمل الهيئة في مجال الأبحاث والدراسات وتطوير الاداء المؤسسي لهيئة تنشيط السياحة.
ولفت إلى الأهداف الاستراتيجية المنبثقة عنها والانشطة الرئيسية التي من شأنها تحقيق الأهداف الاستراتيجية والنتائج المتوقعة لكل نشاط ومؤشر قياس تلك النتائج، أيضاً اشتملت الاستراتيجية على تحليل رباعي (SWOT ) لعمل الهيئة من ناحية نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والتحديات، بالاضافة الى تحديد قائمة شركاء الهيئة داخلياً وخارجياً.
وتتولى هيئة تنشيط السياحة التي تأسست عام 1998 تسويق وترويج المنتج السياحي الأردني في الأسواق العالمية من خلال أفضل الاستراتيجيات التسويقية، وإبراز الأردن كوجهة سياحية ومقصد رئيسي للسياح من مختلف أنحاء العالم.
وتبنت الهيئة الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي اعتمدها القطاعان العام والخاص والتي تهدف إلى تسويق الأردن كوجهة متنوعة لسياحة التاريخ والآثار والاستجمام والمغامرات والسياحة الدينية والبيئية وسياحة الأعمال.
وحول واقع التحديات التي تواجهها هيئة تنشيط السياحة جاء في خطتها أن موقع الأردن ضمن منطقة تعاني من أجواء وظروف سياسية مضطربة، يؤثر في تسويق الأردن كوجهة سياحية آمنة ومستقرة، ومحدودية الحملات الترويجية لعدم توفر المخصصات المالية الكافية.
ويضاف إلى ذلك موسمية القطاع السياحي الأردني وتسويق الأردن ضمن برامج تشمل دولا أخرى مجاورة وليس كوجهة سياحية مستقلة، وتدني مستوى الخدمات في القطاع وخصوصاً في فترة الذروة، وعدم جاهزية وتخصص القطاع السياحي في بعض انواع المنتجات كسياحة المؤتمرات، السياحة العلاجية، السياحة البيئية والدينية.
ومن ضمن التحديات عدم وعي بعض المؤسسات الحكومية بأهمية دور هيئة تنشيط السياحية وأهمية الدخل المتأتي من السياحة، ومحدودية عدد رحلات الطيران لبعض الأسواق وعدم وجود خط طيران مباشر من بعض الأسواق، وعدم وعي المجتمع المحلي بأهمية القطاع السياحي وعدم توفر الثقافة السياحية.
مزيد من التحديات
كما شملت التحديات تدني مستوى الخدمات المقدمة من قبل بعض مقدمي الخدمات مطاعم ، فنادق، نقل واي خدمات اخرى، بالاضافة الى سوء معاملةالحيوانات في البترا وعدم توفر الحد الادنى من المعلومات حول الفعاليات والانشطة المقامة في مختلف الجهات لدى موظفي الاستعلامات في الفنادق، اضافة الى قلة وجود فعاليات ترفيهية في بعض المواقع السياحية ما يؤثر على مدة إقامة السائح وانفاقه وقصر مدة اقامة السائح بسبب طبيعة البرامج المعدة من قبل بعض مكاتب السياحة والسفر بسبب طبيعة البرامج السياحية التقليدية.
ومن أبرز التحديات ايضا التي عرضتها الهيئة في خطتها الاستراتيجية ارتفاع سعر البرنامج السياحي المعروض في الخارج بسبب ارتفاع التكاليف على القطاع السياحي وذلك مقارنة بالوجهات السياحية الاخرى وعدم توفر الخبرات اللازمة لدى موظفي السفارات في الخارج لمساعدة الهيئة لتسويق الأردن اضافة الى عدم جاهزية بعض الفنادق وشركات السياحة والسفر لمواكبة التغير في أنماط السفر للسياح.
وشددت الهيئة في خطتها على المنافسة الخارجية من قبل العديد من الدول في المنطقة كبديل للأردن وارتفاع غلاء المعيشة في الاردن وبالتالي ارتفاع اسعار الخدمات السياحية وارتفاع اسعار البترول وانعكاسه على أسعار الرحلات السياحية للأردن والعالم ما يؤدي الى ارتفاع اسعار الخدمات السياحية المقدمة للسائح.
واشارت الخطة الى ان الهيئة تعاني ايضا من ضعف تطبيق الدفع الالكتروني (Payment Gateway) ما يودي الى عرقلة شراء المنتج الاردني الكترونيا وبطء القطاع السياحي الاردني في عملية تبني الترويج الالكتروني عبر المواقع الالكترونية ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع الضرائب على مقدمي الخدمات السياحية فنادق مطاعم، نقل… ما يؤدي الى ارتفاع اسعار الخدمات السياحية المقدمة للسائح وتذبذب موازنة الهيئة ما يؤدي الى تذبذب الترويج.
واوضحت الهيئة أن هنالك تحديا كبيرا يواجه عمل الهيئة وهو الجنسيات المقيدة من قبل الجهات الرسمية وصعوبة الحصول على تأشيرات ما يؤي الى صعوبة دخول بعض الجنسيات الى الاردن بقصد السياحة بالاضافة الى عدم توحيد إجراءات الحصول على التأشيرة في مختلف المعابر الحدودية، التأخر في إقرار قانون المساءلة الطبية وتفعيله يؤثر في تفعيل التسويق العلاجي.
وبينت الهيئة أن الفرص التي عملت على تطوير عمل الهيئة استغلال الصورة الحسنة عن الاردن (Jordan Image) اضافة الى جهود الملك والملكة في تسويق الاردن عالميا الذي يساعد بشكل كبير على تسويق الاردن وابراز الهوية بشكل قوي.
واشارت الهيئة أن التنوع السياحي وظهور شرائح من السياح تهتم وتبحث عن منتجات سياحية متخصصة علاجية، دينية، بيئية وغيرها ، إذ أن هذه المنتجات متوفرة في الاردن لا بل يوجد ميزة منفردة للمملكة في المنتج الديني والثقافي، ساهمت في زيادة فرص رفع أعداد السياح؛ إذ يعتبر المناخ المعتدل في فترة الشتاء في منطقة البحر الميت فرصة لاستقطاب السياح وخاصة في العمر الذهبي للذين يبحثون عن طقس معتدل.
ومن الفرص التي عرضتها الهيئة في خطتها للسنوات المقبلة أن هناك عددا من الفنادق السياحية تحت الانشاء في عمان والبحر الميت والعقبة، ما يعني زيادة عدد الغرف اضافة الى التحالف الكبير والمميز ما بين الهيئة والملكية الاردنية الناقل الوطني والاجنحة الملكية، ما يساعد على فتح خطوط طيران جديدة او زيادة الرحلات الجوية من الاسواق الحالية التي تصل اليها الملكية.
وأهم الفرص التي من الممكن ان تستفيد منها الهيئة أن الشعب الاردني شعب مضياف ويمكن استغلال هذه الميزة من خلال استضافة السياح واطلاعهم على الثقافة والعادات الاردنية وتنوع المنتج السياحي يتيح اضافة تجربة سياحية فريدة للسائح وذلك من خلال تصميم برامج سياحية منتخصصة ومتنوعة اضافة الى وجود فرص تحالف مع شركات الطيران العارض والمنخفض التكاليف ووكلاء شركات طيران اخرى تغطي المناطق غير المغطاة من قبل الملكية مثل طيران الاماراتية والاتحاد، والطيران التركي.