اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الحرص على جمال الالفاظ بقلم د. محمد فتحى راشد الحريرى

الحرص على جمال الالفاظ
 

بقلم: د.محمد فتحي راشدالحريري
 


قرأت بيتا من الشعر في (درة الغواص في اوهام الخواص للحريري) وتعليقه عليه:
لم يكفك الهجر فأهديت لي *** تفاؤلا بالسوء لي سوسنة.
أولها سوء وباقي اسمها ***
يخبرأن السوء يبقى سنة.
وعلق الحريري ابو القاسم وهو النحوي اللغوي النحرير فقال: لايجوز ان نقول (سوسنة) بضم السين الاولى، بل يجب فتحها، حرصا على الجمال وبعدا عن ان تكون اللفظة تعني سوء سنة، فأوجب الفتح.



وقال هذا كذلك في الفاظ أخرى:
روشن. جوهر. جورب. كوثر .تولب …. وكل ما كان على وزن فوعل فيجب فيه فتح الحرف الاول منه، إلا في كلمة (جؤذر) فبالضم للجيم، والجؤذر الغزالة الصغيرة ويسميها بعضهم (الخشف).



قلت ان الحرص على التعابير الجميلة ليس بدعا من امام اللغة الحريري رحمه الله وانما هو امر ثابت عند الجذوريين من جهابذة اللغة وأئمتها نن أقدم العصةر وقبل الحريري،
فمن القواعد الجمالية في لغة الجذور ان كل ياء ساكنة مكسور ماقبلها، او واو ساكنة مضموم ماقبلها (وهمازائدتان للمد لا للالحاق ولا هما من نفس الكلمة) فإننا نقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء وتدغم، فنقول:
مقروء: مقرو، بتشديد الواو.



وفي خبيء: خبي بتشديد الياء.



وفي خطيئة خطية بتشديد الياء ايضا.



وأكدنا اكثر من مرة في مقامات شتى ان من جماليات لغتنا لغة الضاد، ألا يجتمع فيها السين مع الذال ولا الصاد او الزاي مع الذال.



واذا ما وجدت ذلك في لفظ فاعلم أنه غير عربي مثل: استاذ وسذاب وساذج.



ولا تجتمع الجيم مع الصاد في لفظ عربي أيضا، والاجاص لفظ فارسي وعربيته الكمثرى، كذلك الجص، والزاي لا تاتي بعد حرف الدال في شيء من كلام العرب وكلمة (دزني) ليست عربية، والراء لا تاتي بعد حرف النون، وكلمة نربيش غير عربية ولا كلمة النرد، أما الفعل (نرد) بتشديد الدال ففعل عربي لان النون ليس اصلية من الفعل انما هي نون المضارعة.



وانظر الى الحكاية التالية يارعاك الله متأملا روعة لغتنا وجمالها:



سئل الخليل بن احمد الفراهيدي لماذا تقولون في تصغير (واصل)، (أويصل) وليس (وويصل) على القياس؟
فقال رحمه الله:
نفعله كي لا يشبه كلام العرب نباح الكلاب!
وفعلا لو لفظ المتحدث واوين متتاليتين لأشبه صوته نباح الكلب في جزئية صغيرة جدا من جزئيات كلامه، فهلا أدركنا مناحي الجمال في لغة القرآن الكريم، وكيف حرص مشايخ اللغة على حمايتها وصيانتها والحرص على الجانب الجمالي فيها؟



وآخر دعواناأن الحمد لله رب العالمين.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled