تراجعت أرباح شركات الفنادق والسياحية المدرجة في بورصة البحرين بنسبة تقارب 50% خلال الربع الأول من العام الجاري، بعدما ألقت الأحداث الأخيرة بظلالها على القطاع لاسيما مع إلقاء مجموعة من المعارض والمؤتمرات المقررة علاوة على إلغاء جولة سباقات الفورمولا1 والتي كان من المقرر أن تستضيفها المملكة في مارس الماضي.
ويضم قطاع الفنادق والسياحة بالبورصة 5 شركات هي مجموعة فنادق الخليج، شركة الفنادق الوطنية، شركة البحرين للسياحة، شركة بنادر للفنادق، والشركة البحرينية للترفيه العائلي.وتشير الأرقام التي جمعتها «الأيام الاقتصادي» تحقيق هذه الشركات أرباحاً إجمالية بلغت 3.4 مليون دينار بنسبة تراجع تصل إلى 49.7% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي والتي كانت تبلغ حينها 6.8 مليون دينار.
كما انخفضت السيولة النقدية للشركات «النقد وما في حكمه» 42.8% إلى 13.7 ملون دينار قياساً مع 23.9 مليون دينار في ذات الفترة من العام الماضي أما أصول هذه الشركات فسجلت نمواً نسبتها 2.3 مليون دينار إلى 192.4 مليون دينار خلال 3 أشهر.
ويبدو أن تأثر نتائج شركات الفنادق والسياحية يعود بالدرجة الأولى إلى الأحداث الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة مما أدى إلى انخفاض حركة المسافرين لاسيما عن طريق جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية، إضافة إلى إلغاء مجموعة من الفعليات والمؤتمرات والمعارض التي كان من المقر عقدها في هذه الفترة.
كما أدت الأحداث الأخيرة إلى إلغاء فعاليات مهرجان ربيع الثقافة، إضافة إلى جولة سباقات السيارات الفورمولا1 والتي يبلغ حجم عوائدها المباشرة وغير المباشرة إلى نحو 500 مليون دولار تقريباً، حيث تساهم في تسجل نسبة إشغال عالية للفنادق تصل إلى 100%، علاوة على تنشيط حركة الأسواق وحركة السفر وغيرها.
وتشير البيانات إلى أن مجموعة فنادق الخليج وهي التي تشغل فندق الخليج وتوفر الخدمات التموينية بما في ذلك بيع المشروبات، تراجعت أرباحها بنسبة 45% إلى 1.84 مليون دينار مقارنة مع 3.36 مليون دينار في ذات الفترة من العام الماضي، فيما تراجعت سيولتها من 2.8 مليون دينار إلى 1.6 مليون دينار.
وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة فاروق المؤيد انه في أعقاب الآثار السلبية للأزمة السياسية والاضطرابات التي بدأت خلال الأسبوع الثاني من فبراير الماضي انخفضت نتائج المجموع إلى ما دون التوقعات.وأضاف أن إلغاء سباقات الفورمولا1 وتأجيل معظم المؤتمرات والاجتماعات بالإضافة إلى حظر السفر المفروض من قبل العديد من الدول كلها ساهمت في انخفاض النتائج المالية للمجموعة.
وانخفضت أرباح شركة الفنادق الوطنية التي تملك الشركة فندق الدبلومات الذي يدار من قبل راديسون ساس، بنسبة 49.5% إلى مليون دينار مقارنة مع 2.12 مليون دينار في الربع الأول من 2010، أما السيولة النقدية للشركة فتقلصت من 2.2 مليون دينار إلى 218.3 ألف دينار.وقال الرئيس التنفيذي لشركة الفنادق الوطنية عبد الرحمن مرشد في تصريح سابق أن قطاع الفنادق والسياحة تأثر بشكل كبير بالأحداث الأمنية التي مرت بها البحرين واصفا 2011 بأنه عام سيء على نسبة الإشغال في الفنادق
وأضاف «انخفضت نسبة الإشغال في فنادق الخمس نجوم إلى نسبة تتراوح ما بين 5% وحتى 20% بعد أن كانت نسبة الإشغال في هذه الشريحة من الفنادق تتراوح ما بين 80% وحتى 85% وقد طال هذا التأثير فندق الدبلومات الذي انخفضت نسبة إشغاله بشكل ملحوظ بعد أن يحافظ على نسبة إشغال ثابتة قبل الأزمة تبلغ 85%.
وتوضح البيانات كذلك تراجع أرباح شركة البحرين للسياحة وهي التي تعمل في إنشاء والاستثمار في الفنادق والمشاريع السياحية والعقارات والسفريات، كما أنها تمتلك فندق الكراون بلازا، حيث بلغت نسبة انخفاض ربحيتها في الربع الأول من العام الجاري 73.8% إلى 313.4 ألف دينار فقط قياساً مع 1.2 مليون دينار في ذات الفترة من 2010، أما حجم سيولتها فتقلصت إلى 8.9 مليون دينار.
وهي الأخرى يبدو أن نتائجها تأثرت بشل كبير بتراجع نسبة الإشغال حيث أكد رئيس مجلس إدارة الشركة قاسم فخرو في تصريح سابق على أن التداعيات السلبية أدت إلى انخفاض حجم الإشغال في الفندق خلال الفترة إلى ما دون 20% مشيراً إلى أن نسبة الإشغال في بقية الفنادق تعتبر مقاربة إلى ما هي عليه في الكراون بلازا.
أما الشركة البحرينية للترفيه العائلي التي تقديم الخدمات ذات العلاقة بالترفيه العائلي وتزويد معدات وأدوات التسلية، فتمكنت من زيادة أرباحها بنحو 53% إلى 218.8 ألف دينار وهي التي أعلنت مجموعة الخليج في العام الماضي بشراء 5 ملايين من أسهمها لترتفع بذلك حصة المجموعة في الترفيه إلى 28% من رأس مالها.
إلى ذلك خسرت شركة البنادر للفنادق 38.5 ألف دينار علماً بأن الشركة لا تزال في مرحلة انشاء فندقها الذي من المقرر أن تديره شركة ورتانا.
ويأمل العاملون في القطاع الفندقي والسياحي أن يعود نشاط القطاع للعمل بصورة طبيعية في الفترة المقبلة، حيث أصدرت غرفة تجارة وصناعة البحرين بياناً أخيراً دعت فيه سفارات الدول العربية والأجنبية بالمملكة إلى تشجيع السفر إلى البحرين خاصة وأن الأوضاع الأمنية والحياة الاجتماعية والاقتصادية قد عادت إلى طبيعتها بكافة أرجائها.وأكدت أن الوضع بات الآن مستقرا وهناك مؤشرات ايجابية لعودة الأوضاع إلى سابق عهدها ما يستدعي رفع حالة الحظر.
ويترقب القطاع السياحي إعادة جدولة سابقات الفورمولا1 لإقامة أحدى جولاتها في البحرين بعد ما تسببت الأحداث في ألغاء الجولة المقررة في مارس الماضي، مشيرين إلى أن أعادة جدولة هذا السباق سيساهم أولاً في إعادة الحياة والنشاط إلى القطاع السياحي والفندق في المملكة، كما أنه يساهم في تسويق وتروجي صورة البحرين عالمياً.