شركات طيران تقدم عروضاً استثنائية لإيران مستغلة غياب طيران الخليج
المنامة …. قال وكلاء سفر محليون لـ «الوسط» إن «عدة شركات طيران خليجية بادرت بتقديم عروض استثنائية لتذاكر السفر إلى إيران، تقل بنسبة 40 في المئة عن الأسعار السابقة، مستغلة خلو السوق البحرينية من المنافسة من الشركات التي تقدم الرحلات المباشرة إلى إيران وعلى رأسها شركة طيران الخليج.
وذكروا أن «العديد من شركات الطيران الخليجية استفادت بشكل واسع من قرار منع الطيران المباشر بين البحرين وإيران وسارعت إلى طرح خصومات على أسعار تذاكرها إلى المدن الإيرانية، لحث المستهلكين وأصحاب حملات السفر إلى الالتحاق بها، وفتح رحلات إضافية بين البحرين وإيران، وخاصة أن موسماً سياحياً قوياً بانتظارها خلال عطلة الربيع القريبة، وهي حالياً تجني ثمار هذا التوجه بتنامي الإقبال على شراء التذاكر منها».
وأفادوا «كانت شركة طيران الخليج تقدم سعر التذكرة السياحية إلى مدينة مشهد الإيرانية بسعر 185 ديناراً لعطلة الربيع، في الوقت الذي تقدم الآن شركتا طيران خليجيتان سعراً يتراوح بين 105 و114 ديناراً، أي أن أسعارهما تقل بنسبة تتراوح بين 43 و35 في المئة على الأسعار الاعتيادية التي تقدمها شركة طيران الخليج وحتى بقية شركات الطيران الإيرانية التي تم منعها مؤخراً من تسيير رحلات مباشرة بين البحرين وإيران».
وأكملوا «تحاول شركات الطيران الخليجية تعويض عدم تفضيل المستهلكين للطيران غير المباشر (الترانزيت) من خلال طرح أسعار تفضيلية تستقطب أصحاب الحملات الذين يسيرون رحلات سياحية إلى المدن الإيرانية خاصة في عطلة الربيع التي باتت على الأبواب، في ظل تنامي الطلب على خط السفر إلى إيران خلال هذه الفترة».
وتابعوا «لا نستطيع القول إن المسافرين أصحاب الحملات البحرينية أصيبوا بضرر بالغ إزاء قرار منع الطيران المباشر بين البحرين والمدن الإيرانية، لأن البدائل متوافرة، بل وأصبحت أفضل من الناحية الاقتصادية وتوفر مبالغ تعتبر كبيرة من أسعار التذاكر على الجميع، لذلك نتوقع أن تنخفض أسعار الحملات إلى إيران خلال عطلة الربيع، أو على الأقل تظل ثابتة لدى معظم الحملات السياحية التي تقدم عروضاً للسفر خلال هذه الفترة».
وذكروا أن «هناك خياراً آخر بالسفر عبر الكويت، حيث تسير العديد من شركات الطيران الكويتية وغيرها رحلاتها بأسعار تنافسية جداً مقارنة حتى مع الأسعار التي انخفضت بها الآن لدى عدد من شركات الطيران، وهنا ستكون ميزة هذه الرحلات أنها أقل كلفة وستتم في أوقات مناسبة للكثير من الحملات البحرينية وحتى الأفراد».
وواصلوا «الراجح الآن أن شركات الطيران العاملة في البحرين باتت لديها خبرة في التعامل مع قرار منع الطيران المباشر بين البحرين وإيران، من خلال تعاملها مع ذات الأمر قبل عدة سنوات، وهي اليوم قادرة على استيعاب أي رحلات بين البحرين وإيران، كما تعمد إلى تقليل فترات الانتظار في مطارات دولها، من خلال تقليص فترة «الترانزيت» وهو ما سيجعلها خياراً متوافراً لتعويض غياب شركات الطيران التي تسير الرحلات المباشرة».
وختموا «إذا تحدثنا عن معادلة الربح والخسارة اقتصادياً، فإن شركة طيران الخليج ستكون الأكثر خسارة بسبب وقف الرحلات المباشرة بين البحرين والمدن الإيرانية، وخاصة أن هذا الخط يعتبر من أنشط الخطوط التجارية لديها».
ومن المتوقع أن تخسر شركة طيران الخليج أكثر من 50 ألف تذكرة مرجعة تقريباً لثلاث مدن إيرانية هي مشهد وطهران وشيراز مع قرار وقف الرحلات الجوية بين البحرين وإيران، ما يضع الشركة تحت ضغوط جديدة بشأن الإيرادات، في الوقت الذي تحاول فيه التخلص من خسائرها المتراكمة طوال السنوات الماضية.
وبحسب أرقام استقتها «الوسط» من آخر إحصاءات رسمية حديثة لسلطات الطيران المدني نُشرت حديثاً، فإنّ «طيران الخليج» أقلّت في العام 2014 نحو 94 ألف مسافر (يشمل المغادرين والقادمين) في خطوط مباشرة إلى إيران، إذ تمتلك الشركة حصة سوقية تقدر بنحو 49 في المئة من إجمالي نشاط الخطوط المباشرة إلى إيران والذي تتنافس عليه كذلك شركات طيران إيرانية أبرزها «ماهان» و «إيران أير» و «تابان».
وكانت شئون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات أعلنت الثلثاء (5 يناير/ كانون الثاني 2016) عن وقف الرحلات من وإلى إيران.
وأكدت شئون الطيران المدني أنه بناء على ما أعلنته مملكة البحرين يوم الاثنين (4 يناير/ كانون الثاني 2016) عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران فقد وجهت الناقلة الوطنية وجميع الناقلات الأخرى بتعليق ومنع كافة رحلاتها من وإلى إيران.
يشار إلى أن السلطات البحرينية منعت قبل ذلك في مارس/ آذار 2011 الطيران إلى ثلاث دول هي إيران والعراق ولبنان، غير أن «طيران الخليج» أعادت افتتاح محطة مشهد في (ديسمبر/ كانون الأول 2013) وطهران في (مارس/ آذار 2014) بعد مفاوضات بين سلطات الملاحة بين البلدين أعقبت أجواء سياسية إيجابية في المنطقة مع وصول الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني إلى سدة الحكم في إيران.