غد جديد
بقلم – الصحفي خالد صلاح الدين
مستقبل الكثير من شركات الطيران العالمية اصبح على المحك بعد الخسائر التي تتوالى عليها منذ ازمة الكورونا..وما اكثر التحديات التي يمكن ان تقابل كل شركة في المستقبل ..خاصة مع الارتفاع المستمر في تكاليف التشغيل وتوقف السفر والتنقل الذى تسبب فيه فيروس الكورونا.. واستمرار الحكومات في فرض المزيد من الرسوم والضرائب على المسافرين او قيام هيئات المطارات بفرض رسوم جديدة على شركات الطيران والتي تساهم بشكل مباشر في ارتفاع تكاليف التشغيل.
بالإضافة الى التطوير المستمر التي تشهده الصناعة في مختلف مجالاتها.. وهو التطوير الذى وصل الى حد لم يتوقعه احد منذ اكثر من عشرين عاما او اكثر ..والذى يوجب على كل شركات الطيران ان تواكبه وتحدث اساطيلها الجوية.. كل هذا دار في ذهني وانا اتابع يومي الخميس والجمعة الماضيين اغلاق شركة الطيران الايطالية “اليطاليا” .
وهى من شركات الطيران العريقة والتي يعود تاريخ تأسيسها الى عام ١٩٤٦..بعد ان تكبدت خسائر طائلة على مدى السنوات الماضية على الرغم من المساعدات المختلفة التي كانت تحصل عليها خلال هذه السنوات ..و جاء قرار الاغلاق من قبل الحكومة الإيطالية بعد ان فشل جميع من أسندت اليهم ادارتها في إيقاف نزيف الخسائر.. لتعلن الحكومة الإيطالية عن تأسيسها شركة طيران جديدة تحت اسم “ايطاليا ترانسبورتو ايرو”.
&&&&&&&&&&
وكل هذا أعاد الى ذهني أيضا واحدة من كبرى شركات الطيران الامريكية والعالمية ” تي دبليو ايه “التي اوقفت عملياتها عام ٢٠٠١ لتغلق صفحة من الصفحات الهامة في تاريخ صناعة النقل الجوي ، خاصة وهى شركة تعتبر من أولى شركات الطيران التي تم تأسيسها عام ١٩٣٠..وقبلها توقفت أيضا شركة “بان اميريكان .. الأمريكية..وأصابتني حالة من الحيرة والالم على هذه الشركات التي كانت تحمل أسماء عالمية في صناعة الطيران.
والمتابع لعالم الطيران لابد انه يعيش لحظات من الاندهاش والاستغراب فيما يحدث في هذه الصناعة ، حيث نجد فيه شركات طيران كبرى تعمل على الاندماج مع بعضها البعض لتحقيق اعلى إيرادات وعائدات وتحافظ على استمرارها وزيادة حصتها ونصيبها من حركة النقل الجوي العالمية للركاب والبضائع ..مثل مجموعة لوفتهانزا التي أصبحت تضم الى جانب لوفتهانزا ، الخطوط السويسرية ،والنمساوية، والبلجيكية ، وايرو وينجز.. وكذلك اندماج اير فرانس، وك.ال.ام .
مع هذه الاندماجيات نجد انفصال دول الخليج عن طيران الخليج لتصبح ملكا لمملكة البحرين.. وقيام وتأسيس شركات طيران عديدة في المنطقة في مقدمتها الإماراتية والاتحاد ..بمساندة من الحكومات في كل امارة.. وتعمل كل امارة على تحويل مطارها لمطار محوري لتستحوذ على اكبر قدر من حركة الترانزيت حول العالم للركاب والبضائع.
&&&&&&&&&&
وأصبحت صناعة النقل الجوي من الصناعات الهامة التي تعتمد عليها اقتصاديات هذه الامارات او الدول ..ان الصراع مستمر من قبل شركات طيران عالمية للاستحواذ على نصيب افضل واكبر وزيادته يوميا من خلال تنفيذ خطط تسويقية جديدة ومتغيرة يوميا لتلبية متطلبات الركاب.
ونحن في مصر لسنا بعيدين عما يجرى حولنا ويعمل كل القائمين على صناعة النقل الجوي على تنفيذ خطط تنموية جديدة للمطارات وانشاء مطارات جديدة لاستيعاب حجم الحركة المتزايد والمتوقع مع النمو التي تشهده مصر في مختلف المجالات .. والشغل الشاغل للقائمين على القطاع الاستفادة من مختلف المقومات لزيادة حصتنا من حجم حركة الركاب العالمية ، والعمل على مد خطوط جديدة لتضيف من خلالها مميزات جديدة لشركة مصر للطيران…
مع قيام سلطة الطيران المدني بالتنسيق مع شركات الطيران المصرية الخاصة للحفاظ عليها ودفعها للاستمرار في العمل ، والمنافسة ومد الخطوط المنتظمة او المشاركة في رحلات الطيران العارض لنقل الحركة السياحية القادمة الينا.
ان المرحلة الحالية تشهد بداية التعافي من الاثار المزعجة التي تسببت فيها ازمة فيروس الكورونا التي اصابت حركة الطيران المدني في العالم بخسائر لم يشهدها القطاع من قبل.. و نأمل ان يكون المستقبل افضل والا نشهد في القريب إيقاف تشغيل شركات طيران أخرى…
بل ان تتحقق الأماني في انشاء شركات طيران جديدة تساهم في نقل حركة النقل الجوي العالمية.. وتنمية اقتصاديات الدول.. وان تتحقق الاحلام.. ونرى شركات الطيران الجديدة تساهم مع الشركات الام في استمرار حركة التنقل والسفر.. وتحيا مصر.