اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

نماذج الفن المعماري الكنسي في درعا خصوصية انتشرت الى مختلف بقاع العالم

درعا " المسلة " … تعكس نماذج الفن المعماري الكنسي المنتشرة في محافظة درعا كباقي المدن السورية صورة مثلى للتعايش الحضاري وتفرض خصوصيتها على كل زائر وباحث ومهتم بالشأن التاريخي والسياحي على حد سواء كونها من أهم الأوابد الأثرية التي عرفتها المنطقة فضلا عن جمالية وروعة تصاميمها التي نقلت فيما بعد إلى الكثير من بقاع العالم.

ومن ابرز هذه المعالم كنيسة مار جرجس في مدينة ازرع التي بنيت في العام 515 ميلادية اذ تتميز بشكلها المعماري الخاص الذي جعلها واحدة من أهم الأوابد التاريخية في سورية والعالم وخير دليل على ذلك انتشار تصميمها الفريد إلى الكثير من الكنائس بمختلف الاصقاع وخصوصا نظام التقبب الذي أصبح متبعا في أغلب كنائس أوروبا إضافة إلى وجود دير الراهب بحيرا في مدينة بصرى الأثرية الى الشرق من مدينة درعا بـ 45 كم والذي يعد من الآثار البيزنطية المهمة ويعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي لكنه يختلف في تصميم بنائه عن سائر الكنائس الأخرى بالمنطقة.

وتشير المهندسة المعمارية وفاء العودة إلى الأهمية التاريخية لدير الراهب بحيرا باعتباره من أقدم كنائس المدينة القديمة وتم تشييده كمعبد وثني على الطراز الملكي فوق أنقاض بناء قديم حتى يكون ذا ارتفاع ملحوظ بين الأبنية القديمة القائمة انذاك مبينة أنه من المتوقع أن يكون الدير قد شيد في الرابع الميلادي.

ويوضح الآثاري علاء الصلاح من دائرة آثار بصرى أن مبنى دير الراهب بحيرا يختلف في طراز بنائه عن جميع الكنائس المشيدة في المدينة وكان سقفه جمالونيا "سناميا" أما البناء فهو مستطيل يفضي الى حنية نصف مستديرة حيث يبدو هيكله من الجهة الشرقية أي من الخارج على شكل نصف دائرة مقببة ينفذ النور إلى داخله من تسع عشرة نافذة منها ثمان في الجدار الشمالي ومثلها في الجنوبي وثلاث بأعلى قوس الهيكل الذي يعد من أروع الأقواس المبنية في الكنائس البيزنطية حيث مهارة البناء وجمالية المنظر ودقة النحت.

وبالنسبة لتصميم كنيسة مارجرجس يبين قاسم المحمد رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار درعا أن أهميتها تأتي من أنها صممت على شكل هندسي منفرد أدرج في مراجع وكتب الهندسة المعمارية في معظم دول العالم كونه يجسد المرحلة الأولى من مراحل البناء الديني في العصر البيزنطي لافتا إلى أن هذه الكنيسة ماتزال تحافظ على بنيتها الطبيعية وتقوم على ثمانية أعمدة يعلوها جدار بقبة بيضوية ويحيط بها رواق وتتوضع في زواياها الأربع محاريب كبيرة.

ويوضح المحمد أن الكتابات والنقوش الموجودة على باب الكنيسة تبين أن الشخص الذي بناها هو جان بن ديوميدس في عهد الأسقف فاروس وأن رجلا محبا للمسيح هو جان بن ديوميدس قام ببناء هذه الكنيسة الجميلة من ماله الخاص ووضع فيها ذخيرة الشهيد القديس جرجس بعد أن ظهر له عام 410 ميلادية مشيرا إلى أن هذا العام حسب تقويم بصرى يبدأ نهاية 515 أو مطلع عام 516.

من جانبه اعتبر الباحث الأثري ياسر أبو نقطة أن مار جرجس أول كنيسة في العالم تبنى حسب الشكل المعماري المربع للقاعة الرئيسية حيث كانت الكنائس تبنى وفق الشكل المعماري المستطيل موضحا أنها تقوم على مبدأ الجناح الواحد المحاط برواق مركزي دائري أو مضلع ويشكل الحجر البازلتي فيها العنصر الأساسي للسقوف خلافا للسقوف الخشبية السائدة في معظم مناطق العالم.

ويشير أبو نقطة الى أن استخدام الحجر البازلتي في الإنشاءات المعمارية المختلفة بمنطقة حوران وجنوب سورية يعود لكثرة انتشار هذا النوع من الحجارة الذي استخدم في جميع الأبنية مبينا أن كل جدار من جدران الكنيسة تألف من مدماكين من الحجارة بعرض متر واحد تقريبا كما احتوت الكنيسة 8 أقواس نصف دائرية يعلوها في داخل البهو جدار يحمل القبة وأرضيتها مرصوفة بالحجر البازلتي المتقن الأبعاد.

ويوضح أن قبة الكنيسة بيضوية الشكل مصنوعة من الخشب ومغطاة بالمعدن و تعرضت للتلف إبان حملة ابراهيم باشا على سورية عام1840 إلا أنها خضعت لاعمال الترميم في عهد البطريرك غريغورس حداد وتم تدشينها في العام1911 وأن للكنيسة أربعة مداخل ثلاثة منها في الواجهة الغربية وقد أغلق اثنان وترك مدخل رئيسي واخر في الجهة الجنوبية لافتا الى أنه رغم مرور نحو1500 عام على بنائها إلا أنها مازالت مشغولة وتقام فيها الطقوس الدينية حتى الآن .

من جانبه يشير الباحث في التراث تيسر الفقيه إلى أهمية هذه المباني الكنسية كونها تعد واحدة من نقاط التعايش في الوطن الواحد فضلا عن ان تواجدها في مدن مثل بصرى وازرع يدل على أن هذه المدن كانت عواصم دينية ومراكز وممرات لقوافل تجارية لآلاف السنين ونقاط توقف على طريق قوافل الحجيج لمكة المكرمة وهو ما يعكس اهميتها التاريخية.

ويبين الباحث الفقيه أن هذه المواقع ذات الطابع الديني لعبت دورا دفاعيا في اوقات الخطر اذ ان الكنيسة ادت الى جانب وظيفتها الدينية هذا الدور الدفاعي وقد تجلى هذا من خلال التحصينات الموجودة.

بدوره مدير سياحة درعا المهندس طلال محمد يؤكد على ضرورة تبني وصياغة خطة وطنية متكاملة لتطوير مواقع السياحة الدينية تتضمن تأمين البنى التحتية و المرافق الأساسية التي من شأنها تشجيع القطاع الخاص للاستثمار فضلا عن تقديم محفزات استثمارية واعداد برامج ترويجية وتسويقية تضمن التعريف بها وربطها بأهميتها الدينية والتاريخية.

المصدر : سانا


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled