اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بادية دير الزور بسوريا…مقومات ومحفزات مميزة لإقامة سياحة بيئية ناجحة

تقرير / معاوية طعمة

تبلغ مساحة البادية في دير الزور بسوريا 3 ملايين و99 ألفاً و100 هكتار وتشكل حوالي 95 بالمئة من مساحة المحافظة وهي إلى ذلك تمتلك مقومات بوسعها إقامة صناعة سياحية بيئية ناجحة ومتطورة تشكل مصدراً اقتصادياً هاماً وتفتح آفاقاً جديدة لتوظيف الأموال وتوفير فرص العمل.
 

وتتصف البادية بتنوعها الحيوي من النبات والحيوان والطيور وتتميز بتوفر المياه الجوفية وانتشار العديد من الأوابد الأثرية والمعالم التاريخية في أراضيها إضافة إلى اتقان سكانها للحرف اليدوية التقليدية المتعلقة بالمسكن والملبس والمطعم والمشرب والصناعات الغذائية المعتمدة على الموارد المحلية من منتجات الاغنام والجمال.

ويقول المهندس عامر رداوي مدير مشروع تنمية البادية في دير الزور إن بادية المحافظة تحتوي مواقع تصلح لاقامة مشروعات سياحية مثل جبل البشري الذي يرتفع 854 مترا عن سطح البحر ويتميز بمناخه المعتدل وتنوع تربته والنباتات والشجيرات والازهار التي تنمو على سفحه فضلا عن التربة الناعمة في المنطقة الواقعة بين كباجب والهريبشة التي تصلح لإقامة رياضة التزلج على الرمال وغنى هذه المنطقة بنبات الكمأة ووجود الفيضات والسبخات في أراضي البادية وهي مناطق منخفضة يتجمع فيها الماء وتستقطب العديد من أنواع الطيور.

ويضيف الرداوي أن منطقة الدفينة التي تحوي في باطنها مياها كبريتية يمكن استثمارها بإقامة الحمامات الكبريتية المخصصة للعلاج إضافة إلى توفر العديد من أنواع النباتات والأعشاب التي تنمو في بادية المحافظة وتمتلك القيمة الطبية العالية مثل نباتات القيصوم والعازر والشيح الابيض ما يوفر العوامل المساعدة على إقامة السياحة العلاجية والاستشفاء في المحافظة.
 

ويؤكد مدير مشروع تنمية البادية في دير الزور أهمية إقامة مشروعات سياحية في بادية المحافظة كالنزل والمخيمات والمطاعم والاستراحات ومراكز الزوار ومشروعات انتاج وتسويق الحرف اليدوية التقليدية وتنظيم النشاطات المرتبطة ببيئة البادية كالجولات على الجمال والأحصنة وممارسة المشي وفق مسارات محددة مع إمكانية استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والاستفادة من المياه الجوفية.

ويشير إلى أهمية إقامة المحميات الطبيعية التي تضم الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات والطيور التي تعيش في البادية مثل أشجار البطم الاطلسي والغزلان وطيور الحباري واستثمار تلك المحميات في مجال السياحة البيئية بالإضافة إلى أحياء الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية ومنع الحراثة العشوائية والرعي الجائر وتنظيم عمليات الرعي والصيد خلال أوقات محددة منعاً من انقراض أي من أنواع الحياة البرية وإقامة محطات تحلية المياه على الابار ودعم الصناعات المحلية وتوفير الأعلاف لمربي الثروة الحيوانية.

ويعرض الرداوي لأهمية دور السكان المحليين في سياحة البادية من خلال رفع الوعي البيئي والسياحي لديهم وتمكينهم من استخدام الموارد الطبيعية واستثمارها بشكل مستدام وإكسابهم مهارات التعامل والتواصل مع الزائرين والسواح لافتاً إلى ضرورة مشاركة وتعاون مختلف الجهات المعنية بالزراعة والبيئة والموارد المائية وتنمية البادية والسياحة في التاسيس للبنى التحتية اللازمة للقيام بالمشروعات السياحية في البادية.

من جهته يوضح الباحث الآثاري ياسر شوحان أن بادية دير الزور تضم العشرات من المواقع الاثرية والتاريخية مثل الدخينة وبئر العاقولة وقصيبة وبئر الهبا والحميمة وبئر الدخول والجب واثار عين علي إضافة الى عدد من الاماكن الاثرية الهامة مثل موقع بقرص الذي يعود إلى الألف السابع قبل الميلاد وقلعة الرحبة التي بنيت خلال فترة الخلافة العباسية وعدد من مواقع السياحة الدينية.

ويلفت شوحان إلى أهمية إرسال البعثات الاثرية للتنقيب عن المواقع الأثرية في البادية وترميمها وزيادة الدراسات والأبحاث التاريخية والآثارية حولها وإنشاء شبكة من الطرق المعبدة إلى تلك المواقع وربطها مع الاماكن السياحية المعروفة في المحافظة وإدراج سياحة البادية وإطلاق خطط الترويج السياحي وتنظيم البرامج السياحية لزيارتها واقامة المهرجانات الثقافية والسياحية بهدف استقطاب السواح من داخل وخارج سوريا.
 

من جهتها تكشف المهندسة سوزان عكل مديرة السياحة في دير الزور عن وجود موقعين مطروحين للاستثمار في بادية المحافظة هما موقع البانوراما غرب مدينة دير الزور وموقع جبل البشري موضحة أن الموقع الاول يقع على مساحة 100 دونم ويتصف بمناخه المعتدل على مدار سبعة أشهر من السنة وقربه من الطريق العام والتجمعات السكنية وتوفر الخدمات الاساسية فيه من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف والطرق ويصلح لإقامة المخيمات والاستراحات الطرقية فيما يقع الموقع السياحي المطروح للاستثمار في جبل البشري على مساحة 50 دونماً ويتصف بمناخه المعتدل وهوائه اللطيف وتخديمه بالطرق المعبدة الرئيسية التي تربطه بمدينة دير الزور ويصلح لإقامة المخيمات ومناطق الصيد البري خاصة في فصلي الربيع والصيف.

وتبين مديرة السياحة أن المديرية اعدت برنامجاً استثمارياً لتقديم المنتجات السياحية ذات الطابع البيئي والتراثي في المنطقتين المذكورتين يتضمن اقامة الفنادق والمطاعم والكافتريات ومحلات تقديم الوجبات الخفيفة والمناطق الخضراء المفتوحة والمسطحات المائية و حدائق الالعاب والملاهي ومواقف السيارات و الفعاليات الخدمية و السياحية المتممة مثل مركز الاستعلامات السياحي ومقهى الانترنت اضافة الى تنظيم نشاطات التخييم وإقامة مضمار لسباق الخيل و الهجن ومجمع رياضي ومسبح.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled