اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سمارة المغربية مقصد السياح المغامرين

طائر الحباري يجتذب هواة الصيد والقنص من منطقة الخليج

سمارة (المغرب): رشيد بغا


سياح كثيرون تجذبهم الصحراء على الرغم من التحذيرات الأمنية ووعورة المسالك، وربما بسبب الإشكالات الأمنية فإن مدينة سمارة المغربية في عمق الصحراء، تطمح أن تنتعش عبر هذا النوع من السياحة مستفيدة من توفر الأمن وعدم وجود مخاطر وإمكانية توفير الاحتياجات التي يريدها السائح، ومن بين أهم هذه الاحتياجات القدرة على التقاط أي سائح تاه في الصحراء أو واجه مصاعب. وتراهن المدينة أن تحقق لها «سياحة المغامرة» مداخيل تنعش المنطقة، لأن هذا النوع من السياحة يعتمد على طول فترة إقامة السائح في المنطقة، بحيث تسمح له هذه الإقامة بالترفيه والاستجمام، وفي الوقت نفسه التعايش مع العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية والمناظر الطبيعية المتوفرة، والأهم البحث والاكتشاف في الصحارى. ويتطلب هذا النوع من السياحة الاعتماد بدرجة أساسية على سيارات متينة رباعية الدفع وأجهزة اتصالات مرتبطة بالأقمار الصناعية. وفي منطقة سمارة ثمة مواقع مهمة تحاول المدينة الترويج عبرها لسياحة المغامرة والاستكشاف، مثل «امكالة» و«جماعة سيدي أحمد العروسي» و«وادي الزاز» و« تفاريتي»، ويقول سكان المنطقة إن المادة التاريخية التي تستهوي السياح المغامرين والباحثين في الوقت نفسه متوفرة بكثرة، حيث أبانت البحوث أن الناس وجدوا وعاشوا في المنطقة منذ قديم الزمان، وهو ما توجد أدلته في المواقع التاريخية مثل «عصلي الريش» (نقوش صخرية) و«الطبيلة» (أدوات حجرية قديمة) و«تفكوين» (أدوات حجرية قديمة).

يشار إلى أن مدينة سمارة نفسها لها تاريخ قديم حيث تأسست في القرن الـ14 من طرف أحد رجال الحركات الصوفية وهو سيدي محمد العروسي، الذي هاجر من منطقة «بني عروس» في جبال الريف في شمال المغرب، لذلك يطلق عليها في كثير من الأحيان العاصمة الروحية للصحراء.


وتوجد في سمارة كذلك نباتات نادرة وزواحف وطيور إلى جانب الحيوانات البرية، ومن أهم الحيوانات هناك الغزلان، أما الطيور فأبرزها طائر الحباري الذي شكل وجوده في هذه المنطقة نقطة جذب للسياح العرب خاصة الخليجيين لممارسة هواياتهم المفضلة وهي القنص، وما يجعل الإقبال الخليجي متزايدا هو أن الصيد والقنص مسموح به على مدار السنة باستثناء فترة قصيرة للراحة البيولوجية لإتاحة المجال لتوالد الحيوانات والطيور البرية. سمارة لها إلى جانب الخصوصيات التاريخية والثقافية، خصوصية معمارية فريدة، إذ إن بيوتها واطئة مصبوغة بحمرة داكنة مع قباب بيضاء بحيث تبدو خصوصيتها المعمارية لافتة، وصممت بيوتها بطريقة تجعل منها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء خاصة في الليالي. ومن الواضح أن من صمموا تلك البيوت قبل قرون كان لديهم نزوع ثقافي واضح نحو التقشف المرتبط بالحياة الصوفية، كذلك يبدو جليا تأثرهم بالعمارة الإسلامية في تداخل مع ثقافة البدو الرحل من السكان الصحراويين.

وتأمل السلطات الحكومية في سمارة أن تنجح في الترويج للمدينة خاصة في إسبانيا وفرنسا، وذلك بغرض استقطاب السياح الذين تستهويهم المغامرات في الصحراء وبين كثبان الرمال. وهم يعتقدون أن قطاع السياحة سيكون من أهم القطاعات المستقبلية لتحريك عجلة التنمية في المنطقة، بالنظر إلى موقع المدينة الاستراتيجي حيث تشكل بوابة نحو أفريقيا عبر موريتانيا.

المصدر : الشرق الاوسط



نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled