اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الأبعاد الثقافية والاقتصادية للحرف والصناعات التقليدية وتوظيفها في القطاع السياحي

محاضرة أعدتها للنشر: بسمة حسن

كشف الدكتور ماجد محمد فهمي نجم وكيل كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان فى ندوة غرفة السلع والعاديات السياحية أن للصناعات والحرف التقليدية جوانب ثقافية واقتصادية عديدة، فالجانب الثقافي يتمثل في إحياء تراث الأجداد وبعثه حياً عزيزاً ، وتهيئته في صورة زاهرة لعالم السياحة ليعبر عن الإبداع الفني ينتجه الحرفي الماهر محاكياً التراث أما الجانب الاقتصادي كما يشير نجم فهو نتيجة طبيعية للاهتمام بحرف وصناعات تلبي حاجات كثيرة عملية وفنية تثمر جميعها إنتاجاً منظماً للسلع التقليدية بما يحقق دخلاً وفرص للعمل وذلك في إطار الحفاظ على ذكريات الماضي والعمل على استمراريته بما يتواكب مع العصر الحالى.


وأشار نجم أن الدول السياحية تحرص على توعية الحرفيين بالإنتاج المتميز من خلال الارتقاء بمستوى الجودة الفنية العالية لتحقيق أمرين أولهما يكمن في قبول المنتج في التسويق والمنافسة، وثانيهما يظهر تلك الصناعة بالرموز التراثية حيث تعتبر الصناعات الحرفية دلائل وثائقية للمقومات الثقافية والحضارية والتاريخية، كما أنها تشكل مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي

وأكد نجم على أهمية الربط بين نشاط الحرف والصناعات لتقليدية ببرامج التنمية السياحية واعتبار الحرف والصناعات التقليدية كعنصر من عناصر الجذب السياحي الذي يساهم في تسويق المنتجات الحرفية اقتصادياً وثقافياً، مطالبا إيجاد آليات لتسويق منتجات الحرف اليدوية داخليا وخارجياً، وإنشاء جمعية تهتم بالحرف اليدوية وإنشاء لجنة للحرف والصناعات التقليدية وإنشاء وتطوير مراكز البحوث للحرف اليدوية وبناء علاقات مع المنظمات الإقليمية والعربية والإسلامية التي تهتم بالحرف اليدوية الى جانب كيفية الاستفادة من برامجها مع العمل على توثيق كل ما يتعلق بالحرف اليدوية وذلك بوضع قاعدة معلوماتية عنها وإعداد معارض تعرض فيها مختلف المنتجات الحرفية بهدف التعريف وفتح آفاق واسعة للترويج لها، وإدخال معلومات عن الحرف اليدوية ضمن المواد الأساسية في المناهج الدراسية حفاظا على التراث الثقافي والعمل على إنشاء معاهد تدريب للحرف التقليدية وتشجيع التعاون والتواصل بين الجمعيات والمراكز النسائية المهتمة بنشاط الحرف والصناعات التقليدية , وتنظيم مسابقة دورية لأفضل إنتاج مطور في مجال الحرف لتشجيع المبتكرين والمبدعين وتحفيزهم على الاستمرار .

مضيفا الى أن تلك الأهداف الاقتصادية يُنظر إلى الأهمية الثقافية والتراثية للصناعات الحرفية. الامر الذىيدعو إلى الاستفادة من القطاع السياحي في ترويجها ثقافياً بالاضافة الى الاستفادة الاقتصادية المنظورة. مؤكدا أنة يمكن العمل على التوظيف السياحي للحرف والصناعات التقليدية عبر الملتقيات والمهرجانات سواء “داخلياً وإقليمياً وعالميا” ،خاصة وان هذه المناسبات أصبحت مكملة لنشاط السياحى و الثقافي، فضلا عن التحركات السياحية الاخرى سواء كانت مهرجانات، أو أسواق للترويج السياحي العالمي، أو ملتقيات سياحية محلية وإقليمية، أو أسابيع ثقافية في الخارج.والتى تقوم بدورها لصالح الترويج والتسويق للحرف التقليدية.

وأوضح نجم الدور الذي تلعبه الملتقيات والمهرجانات السياحية في تنشيط الحركة السياحية على جميع المستويات ” المحلية، والإقليمية، والدولية” والتى تتميز بتوزيع متناسق لكل ما هو ممتع، وشيق، وجذاب من فعاليات على خريطتها، الى جانب وجود كافة شرائح السائحين الزائرين للمهرجان مما يعد تسويقا سياحيا لمناطق السياحية بطريقة غير مباشرة عن طريق وسائل الترفيه، والفنون الشعبية، الى جانب عرض الصناعات التقليدية مشيرا الى أهمية الحرف والصناعات التقليدية وعرضها فى المهرجانات والمعارض السياحية واهمها نشر الثقافة الخاصة بالول السياحية والمتمثلة فى التذكارات السياحية في القطاع السياحي.

وطالب نجم العاملين بالقطاع السياحى بتنمية مجال التذكارات السياحية لما لها من أهمية وتاثير ايجابى للول السياحية والتى تصل الى حد التصدير للخارج، علاوة على الدعاية السياحية لها، والنهوض بتلك الحرف والحرفيين.

وعن ما هية وأهمية التذكارات السياحية يقول دكتور ماجد نجم أن لها شهرة كبيرة وتنوع كبير في إنتاج العديد من الصناعات التقليدية التي تعتمد على الحرفية والمهارة اليدوية والتي استخدمت من المواد الخام كالمعادن المختلفة كالذهب والفضة والنحاس والحديد، و أيضاً الأخشاب، والطمي، والأصواف والجلود واستخدمها الحرفيون بمهارة ويمكن لقطاع السياحة أن يسهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية والتطوير لصناعات التذكارات السياحية، ويخدم تسويق منتجاتها في عدة محاور أهمها التوظيف الثقافي والاقتصادي للتذكارات السياحية من خلال الملتقيات والمهرجانات ونشر الوعي الى جانب تنمية الأنماط السياحية.

وأشار وكيل كلية السياحة والفنادق الى أهمية دور المتاحف فى تنمية قطاع السلع والعاديات السياحية والتى تعمل على أداء وتوجية رسالة قوية في عدة مجالات منها المجال الثقافي، والعلمي، وكذلك مجال تنشيط الإنتاج الحرفي، مجال صناعة السياحة، الامر الذى يجمع بين الخصائص الثقافية والقيم الإبداعية الفنية للمجتمع
موضحا المتاحف خاصة متاحف التراث الشعيى تعد المكان الذي يحتوي على مبان وحدائق وأماكن تشغلها جميعاً إبداعات الثقافة الشعبية. ويتم عرض تلك الإبداعات وتقديم نماذج حية من الإنتاج الفني أمام زائرى المتحف.

وطالب نجم أنه يمكن وضع الحرف التقليدية وصلتها بالقطاع السياحي في مقررات تثقيفية (نظرية وعملية) بالتعليم المدرسي والجامعي، بحيث تضمم المقررات برنامج دراسي متكامل عن الحرف التقليدية، وأهميتها الاقتصادية، والحضارية، والثقافية، يوزع على مراحل التعليم المختلفة. على أن يُراعى في هذه البرامج أن تتضمن تعريف الطلبة بتطور أهم الحرف التقليدية في الحضارات المختلفة الى جانب إكسابهم الطلبة مهارات في إعداد تصاميم لمشغولات تقليدية مستوحاة من العناصر الزخرفية القديمة.والمهارات المساعدة في إنتاج مشغولات تقليدية متنوعة من مختلف المواد، الى جانب تنمية القيم والاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة كالتنظيم، والدقة، والنظافة، والاهتمام بالناحية الجمالية.

وفى هذا الصدد طالب ايضا نجم العاملين بالقطاع السياحى سواء العام والخاص الى إعداد حملات إعلانية مرئية ومسموعة للتوعية بأهمية الصناعات التقليدية وتنظيم رحلات منتظمة لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات إلى المناطق السياحية بالاضافة الى تقديم مكافآت تشجيعية للعاملين المتميزين بالدولة والقطاع العام والخاص من الحرف التقليدية كحوافز وتوجيه رحلات إلى ورش الصناعات التقليدية ومعارضها للدارسين في مختلف مراحل التعليم بالاضافة الى تحويل الجوائز المالية المقدمة من شركات الإنتاج وأماكن التسوق إلى رحلات سياحية والتشجيع على تكوين جمعية للحرفيين وضرورة مشاركة العديد من الجهات الحكومية والأهلية في دعم الحرفيين.


وأضاف أن يتمثل في توظيف الحرف التقليدية، تخلق أنماط سياحية جديدة وإقامة التذكارات السياحية التي تفي بحاجة هذه الأنماط: حيث تحتاج الكثير من الأنماط السياحية إلى أدوات ومهنيين يمكن لهم أن يكونوا عاملاً أساسياً في إرساء هذا النمط والتشجيع على قيامه فعلى سبيل المثال: يمكن أن تحقق رياضة الغوص وما يلحق بها من أنواع الرياضة البحرية طفرة كبيرة مميزة في حركة السياحة. مما يكون له أهمية كبيرة في زيادة الدخل السياحي، وتنمية الكثير من الصناعات التقليدية الملحقة بها، كصناعة السفن والقوارب، واليخوت، وتمثل الرحلات السياحية البحرية فرصاً أخرى في هذا الاتجاه يستفيد منها كل من الحرفي والبحار، وتمثل أنماط الصيد المقننة فرصاً للتوسع في تصنيع أدوات الصيد، وغيرها. وهي حرف يجيدها الحرفيون خير إجادة، علاوة على العديد من فرص العمل الأخرى.

الجدير بالذكر أن الاحصائيات تشير الى أن عدد الورش التى تقوم بتصنيع السلع السياحية الى أكثر من 17 الف ورشة يعمل بها 150 الف عامل الامر الذى يدعو الى ضرورة ان تهتم الدولة لهذا النشاط من خلال تقديم ومنح التسهيلات الهامة المقدمة للحرفيين، في تلبية الضروريات التي تمكنهم من تطوير أنفسهم، وحرفهم، وصيانة تراثهم الحرفي والحفاظ عليه وتشجيع الحرفيين وذلك باقتناء مفردات من منتجاتهم التي تتعدد فوائدها.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled