اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

فنانو العالم يلتقون بمهرجانات تونس ويشاركون باحتفالات الذكري الـ50 لإعلان الجمهورية

يعيش التونسيون هذه الأيام أجواء فنية ملتحفة بغطاء وطني ، ففي الوقت الذي تقام فيه ثلاث مهرجانات فنية عالمية وحاشدة بمدن ” سوسة وقرطاج والحمامات ، ” تعيش باقي المدن التونسية أجواء وطنية متمثلة فى الاحتفال بمرور خمسون عاما على إعلان الجمهورية ، وهى المناسبة التى تضاف الى الاحتفالات الثلاث بعروض فنية مبهرة يحييها كبار فنانى الوطن العربى من الخليج مرورا بمصر حتى المغرب العربى وبعض الدول الأوروبية والأفريقية ومن أمريكا اللاتينية .
ولا تقتصر الاحتفالات الثقافية في تونس على هذه المهرجانات الثلاث الحالية بل هناك مهرجانات ” طبرقة ، والجم ، والمنستير ، وليالى المهدية ، وقفصة ، والقصرين ، وسيدى بوزيد ، وبفرنين ، وتبربو ، ودفة ، وسليانة ، ومرسى القطانى ، وسعيد بالمكنين ، وتطاوين ، واليس ، والقيروان ، وقرمدة ، والزهراء ، وتستور ، وبنزرت ، واوسو ، وابن رشيق ، وقبلى، وقابس وبوسعيد ” وغيرها .
فيما تنظم وزارة الثقافة التونسية منذ حوالي خمسين عاما مهرجان “اوسو” في 25 يوليو من كل سنة في مدينة سوسة السياحية بالساحل الشرقي التونسي ، حيث يقام استعراضا كرنفاليا كبيرا على الواجهة البحرية للمدينة بمشاركة اكثر من عشرين عربية رمزية تجسد الروايات الاسطورية لاوسو “اله البحر” ومختلف النشاطات الاقتصادية والسياحية بالمنطقة تخليدا لعادات وتقاليد شعبية تعود الى العصور القديمة في هذه المدينة التاريخية .

وقد يفاجأ البعض أن تونس تعد الدولة الوحيدة فى العالم فى اقامة هذا الكم من المهرجانات فى سنة واحدة ، حيث يقام بها سنويا أكثر من 400 مهرجان ويصفها النقاد كل هذه المهرجانات بالظاهرة الاجتماعية والثقافية التى تختص بها تونس ، لكن يبقى مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان مدينة الحمامات ، هما أهمها وأعرقها .
وعند انشائه فان مهرجان قرطاج الذي بلغ الآن 40 من عمره ، حيث كان فى السابق يفتتح في كل موسم بأعمال فنية تونسية غالبا ما تكون اعمالا مسرحية فقد تم في إحدى الدورات افتتاح المهرجان بالمسرحية الشهيرة “الزنج” من تاليف عز الدين المدني واخراج المنصف السويسي وشكل ذلك وقتها حدثا كبيرا شد الاهتمام وصنع الحدث، كما تم في دورة اخرى عرض مسرحية “الاختيار” ، وهذه المسرحيات التي دأب مهرجان قرطاج على تقديمها في حفلات الافتتاح كان يشترط ان تكون باللغة العربية الفصحى وهي نصوص مسرحية دسمة وراقية تحققت فيها المعادلة بين المتعة والمضمون الجيد .
أما الحفلات الغنائية فكان يقدمها كبار الفنانين العرب والغربيين فقد غنى على مسرح قرطاج فيروز ونجاة الصغيرة ووديع الصافي وصباح فخري وسيد مكاوي وغيرهم كثير من فناني “الزمن الجميل” كما غنى في قرطاج شارل ازنافور ، وليو فري ، وجيلبار بيكو ، وداليدا وغيرهم من كبار الفنانين في فرنسا واوروبا وامريكا ، فيما حافظ مهرجان قرطاج تقليد تمثل في افتتاح كل دورة بعمل فني تونسي ففي صيف عام 2003 تم افتتاح الدورة بعرض غنائي تقليدي بعنوان ” غموق الورد” ويتضمن وصفا لاحوال الطقس في بعض أيام الربيع من خلال حوار خيالى بين وردة وسحابة والقمر ، فيما تضمنت الدورة الماضية تكريم الملحن التونسي الراحل “خميس الترنان” بتقديم 40 اغنية من أغانيه .
ويؤكد من جانبه محمد رجاء فرحات الذي عين هذا العام مديرا لمهرجان قرطاج الدولي أنه الدورة الحالية ترفع شعار مقاومة الفن الهابط .. موضحا أن الدورة 43 من المهرجان تتضمن اصواتا كبيرة وجيدة وستستثنى منها اصوات كليبات العرى ، مشيرا بالمشاركة المصرية المتمثلة فى فرقة أساتذة الطرب للتراث بقيادة الفنان محسن فاروق ونخبة من كبار فناني وموسيقى الأوبرا المصرية العريقة .
ويحاول مهرجان قرطاج الدولي أن يكون تثقيفيا وترفيهيا في الآن نفسه فيقدم عروضا فنية راقية للنخبة ويهدي ايضا حفلات للشباب ، وهذه المعادلة الصعبة ، خاصة وأن الجمهور التونسي من الشباب الذي يقبل على حفلات باسكال مشعلاني ونجوى كرم ونانسي عجرم وشرين وحسين الجسمى هو نفسه تقريبا الذي يملأ المسرح عندما يغني كاظم الساهر او ماجدة الرومي بل ان الشباب يحفظ قصائد نزار قباني التي تغنيها ماجدة وكاظم عن ظهر قلب ويرددها معهما في نشوة وطرب ، كما أن الكثير ايضا ممن يحضرون حفلات عمرو دياب هم انفسهم الذين يحضرون حفلات هاني شاكر ووديع الصافي وهم الذين اكتظ بجانب كبير منهم المسرح يوم غنت نجاة الصغيرة في آخر حفلة لها بقرطاج .
ويصف الموسيقار التونسى محمد القرفي الوضع بأنه مقلق ويؤثر على الذوق الفني العام .. موضحا أنه بسبب قيام تونس بتنظيم أكثر من 400 مهرجان أي بمعدل مهرجان كل يوم تقريبا مما يعود سلبا على المبدعين ، يقع المنظمون فى حشر عروض رديئة كثيرة تسيء للذوق العام وتساهم في نشر الرداءة والاسفاف .

من جانبه يقول وزير الثقافة التونسى محمد العزيز بن عاشور ان هذا الكم من المهرجانات يعد بوابات للتواصل مع البلدان الاخرى وتدعيما لتعميق التواصل مع الثقافات المختلفة ومد جسور التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة من خلال برامج لعروض التبادل الثقافي والذي يشمل العديد من المهرجانات الدولية الموزعة على مختلف ولايات الجمهورية التونسية .
وقال وزير الثقافة التونسى محمد العزيز بن عاشور ان هذه العروض تضم عدد من الأول العربية ودول العالم منها ” الجزائر والأردن ومصر والصين والمكسيك وروسيا وصربيا ” ، حيث تتمثل المشاركة المصرية في فرقة “أساتذة الطرب للتراث التى أنشأها الفنان محسن فاروق صولست الأوبرا الأول عام 1994 وتضم نخبة من أساتذة الموسيقى العربية فضلا عن مجموعة مختارة من الاصوات الطربية المتميزة من بينهم ” وائل سامى ، ورحاب ، وعبير ” .
وتقدم فرقة أساتذة الطرب المصرية والتى يطلق عليها ” بيت الغناء العربى ” خلال مشاركاتها بمهرجانات قرطاج وسوسة والحمامات ، برنامجا موسيقيا يستمد مقوماته من التراث المصرى والعربي باعتماد الموشحات والادوار والقصائد لكبار الملحنين والموسيقيين أمثال محمد عبد الوهاب وام كلثوم والقصبجى وسيد درويش ورياض السنباطى وزكريا أحمد والحامولى وداود حسنى وغيرهم من رواد زمن الفن الجميل بالاضافة الى بعض الاغنيات التراثية التونسية .
وتستمر الدورة الحادية والاربعون من مهرجان قرطاج حتى 16 اغسطس المقبل ، حيث تساهم المهرجانات التى تشهدها مختلف المدن التونسية فى تعزيز السياحة الثقافية التى تسعى الدولة من خلالها الى استقطاب اعداد كبيرة من السياح الى هذا البلد المتشبث بتقاليده وقيمه العريقة والمنفتح على محيطه أيضا ، فمن قرطاج الاثرية “فى الضاحية الشمالية للعاصمة” الى طبرقة الساحلية “شمال غرب” مرورا بمدينة الجم وصفاقس وقفصة “جنوب” تتوالى المهرجانات لفترة تناهز الشهرين .
ومن أبرز النجوم العرب المشاركين بالمهرجانات التونسية هذا العام الفنانة اللبنانية كارول سماحة ، واليسا ، وراغب علامة ، وفضل شاكر ، ونانسى عجرم ، والمصرية شيرين عبد الوهاب ، والعراقى كاظم الساهر ، وسمير العقربي ، والاماراتى حسين الجسمى .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled