اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خمسون عامًا على رحيل على عبد الرازق بالاعلى للثقافة

هيثم الحاج : أفكارعبد الرازق  تصدت للإرهاب وتًعد بمثابة حجر زاوية في تاريخ مصر المعاصر


 عبد الوهاب : السعي لما أصاب بعض العقول من العطب

القاهرة "المسلة" ….. احتفي المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. هيثم الحاج – القائم بتسيير أعمال الأمين العام للمجلس بالشيخ على عبد الرازق استحضارًا لقوة العلم في مواجهة التخلف والإرهاب, حيث أقيمت ندوة " خمسون عامًا على رحيل على عبد الرازق ", بحضور الأمين العام للمجلس, المستشار عبد الوهاب عبد الرازق- رئيس المحكمة الدستورية العليا نائباً عن أسرة الشيخ على عبد الرازق وحفيده, د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق, المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق, د. محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأسبق.


دعي د. هيثم الحاج الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الكنيسة البطرسية، مؤكداً على أن مصر تتذكر دائما أبنائها, ولهذا المجلس الأعلى للثقافة يتذكر اليوم واحدًا من أهم هؤلاء المنيرين المستنيرين صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم, وهذا الاهتمام يعكس اهتمام مؤسسات الدولة لإبراز تلك الاستنارة، والآن هي اللحظة الفاصلة لاسترجاع هذه الأفكار, فهي بمثابة استحضار لقوة العلم في مواجهة التخلف ولحضور العقل والفكر في مواجهة تيار كامل، على عبد الرازق يحضر هذه اللحظة بقوة أفكاره التي تصدت للإرهاب وكانت بمثابة حجر زاوية في تاريخ مصر المعاصر، وكان ذلك القاضي الشاب ليس برجل قانون فقط , ولكنه كان حصن عتيد من الفكر والثقافة وعلامة يحتشد بثقافته ومعرفته في كافة مناحي العلم الذى يحتاجه المجتمع المصري لمواجهة ما نعاني منه، والمجتمع المصري يحتاج لهذه الرؤى, فهناك ضرورة لاستعادة هذه الأفكار اليوم, نحن نتطلع لعالم خالي من الإرهاب والجمود , تتطلع إلى عالم مستنير , ولن يكون هذا إلا بإستعادة هذه الشخصيات التي عبرت عن تاريخ مصر، وقال انه يتطلع للاستماع لكل آراء الحضور التي تعيد النظر في تلك المرحلة.


ألقى عبد الوهاب عبد الرازق- رئيس المحكمة الدستورية العليا كلمته – نائباً عن أسرة القاضي الشاب الباحث الكبير الراحل على عبد الرازق , والذي بدأ كلمته بنعيه ببالغ الحزن والأسى شهداء الوطن ضحايا العملية الإرهابية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذين قضوا نحبهم بتفجير خسيس غادر، داعيين الله أن يحفظ شعب مصر من كل مكروه وسوء، ووصف ذلك الملتقي بأنه حلقة من حلقات الفكر المتواصل والسعي لما أصاب بعض العقول من العطب نسأل الله تعالي أن يهدي الله الجميع، وبما أن الكلمة أمانة فلابد من توصيل تلك الأمانة لأنها بمثابة رسالة يبعثها العديد من أصحاب الفكر ومنهم جدنا الشيخ على عبد الرازق، ولا زلنا نحتمي بنوره وبفكره، ودعي الجميع لتدارس فكره اجتماعيًا.


جدير بالذكر أن على عبد الرازق  باحث ومفكر له الكثير من الإسهامات التي آن الكشف عنها، والإنتاج الفكري له متنوع المجالات ومتعدد الموضوعات وصاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم ولد في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا في أسرة ثرية تملك7 آلاف فدان. حفظ القرآن في كتاب القرية، ثم ذهب إلى الأزهر حيث حصل على درجة العالمية، ثم ذهب إلى جامعة أكسفورد البريطانية، وعقب عودته عُين قاضيا شرعيا،  أثبت بالشرع وصحيح الدين عدم وجود دليل على شكل معيّن للدولة في الإسلام، بل ترك الله الحرية في كتابه للمسلمين في إقامة هيكل الدولة، على أن تلتزم بتحقيق المقاصد الكلية للشريعة، والكتاب أثار ضجة بسبب آرائه في موقف الإسلام من "الخلافة" حيث نُشَر الكتاب في نفس فترة سقوط الخلافة  العثمانية وبداية الدولة الاتاتركية، بينما كان يتصارع ملوك العرب على لقب "الخليفة".


بدأت الجلسة الأولى فى ذكرى مرور خمسين عاماً على رحيل الشيخ على عبد الرازق بعنوان" الدين والسياسة وجدلية الأتصال والانفصال " للدكتور أحمد زايد, , حيث أكد علي أن كل خطط الخلافة وأقامتها كانت خططا سياسية خالصة ، والخضوع في عهد الرسول كان للأ يمان , أما الخضوع في الخلافة كان للسلطان, مشيراً إلي عصر الفتنة الكبري حيث انتشرت الغلظة واستخدم السيف, ولم تكن الخلافة القديمة بهذا العنف والشدة وتحولت فكرة البيعة ألي الاجبار مثل ماحدث في" بيعة يزيد " فكان من يعارضها يتعرض للقتل ، واضاف زايد أن عبد الرازق ذكر إن من أهم اسباب هذا الفكر هو ترك العلم والأستنارة, كما أكد في كتابه علي أن لا شيئ يمنع المسلمين يطلعوا علي العلوم المختلفة من اجتماع وعلوم سياسية وأن يبنوا قواعد ملكهم علي ما دلت عليه تجارب الأمم, وليس علي ما وصلنا إليه نحن , ووصف د.خالد عزب كتاب الشيخ علي عبد الرازق المثقف ورجل الدين بأنه حرك المياه الراكدة في موضوع لم يقترب منه أحد لفترات طويلة , وعن تعريفات السياسة أوضح عزب أن أهم ما جاء من تعريفات بكتاب عبد الرازق أن السياسة علم بشري, كما أنها تلك الصناعة التي تستخدم أدوات البشر لتسهيل أمور الدنيا مؤكداً علي أن الكتاب انتهي لحقيقة مؤكدة بأن لاسياسة في الدين ولا دين في السياسة ، وعن إنسانية الدولة في الإسلام تحدث د.سعد الدين هلالي الذي وصف عبد الرازق بأنه لم يمت لإنه ببساطة قدم فكرا لن يموت , كما علق ساخرا بأن حظ عبد الرازق كان جيدا لأنه مات وقت أن اراد له الله فكتابه هذا لو صدر في عهد الخلافة العثمانية ماذا كانوا سيفعلون به ؟ كما أنه سعيد كذلك لكونه ذاق ثمرة كتابه وعاد الحكم للمصريين سنة ٥٢ ، ووصف الهلالي الكتاب بأمه مليء بالأسرار وأن الخلافة الأسلامية اكذوبة ليس لها أصل , لذلك سقطت رغم بقائها ٦٢٥ سنة ، واستمرت محاولات عودتها , لكن عبد الرازق بهذا الكتاب الذي لم يتجاوز ١٠٠ صفحة استطاع أن يقف في وجه هذا الحلم بالقلم وليس بالرصاص ، وأضاف الهلالي أن الكتاب يشتمل علي اربعة محاور هامة منها فكرة الكتاب والتي تؤكد علي أن دولة التي عاشها النبي كانت دولة عربية مدنية وليست دولة دينية ، المحور الثاني يفند مقولة أن الإسلام دولة وعرض لعدد من المواقف التي حاولوا ان يفسروها لخدمة هذا المعني ومنها حروب الصديق للمرتدين ولكن رد عليهم عبد الرازق في كتابه بأنها حروب سياسية بحتة ، كذلك الفتوحات كانت حجتهم بأنها دولة إسلامية, ولكنه قال بأن الفتوحات كانت لتدعيم المملكة , وليس لتدعيم الدين ، كذلك القضاء الشرعي والذي رد فيه ايضا إنه وجد لفض النزاعات بين الناس اذا فهو امر انساني بحت ، وعن الإسلام وعودة الخلافة تحدث د. محمد عفيفي الذي قال عن الكتاب بأنه اثار ضجة كبيرة في مصر والعالم العربي عند صدوره سنة ١٩٢٥ وكان وقتها حسن البنا شابا وبدأت فكرة تشكيل الجماعة ، وعن بيان داعش في حادثة التفجير الأخيرة بالكنسية البطرسية قالوا فيه بأن العملية تمت من دولة الخلافة يدل علي أن حلم الخلافة  ما زال .

 

  كما أكد عفيفي أن الخلافة  العثمانية لم ينتبه أحد لدراستها, فالتاريخ المقدس للخلافة يحتاج لدراسة وتفحيص منذ سقوط بغداد وانتقال الخليفة إلي مصر وتحوله لمنصب شرفي, تلك المرحلة التي تعد تحولا خطيرا في تاريخ الخلافة, واختتم ورقته بأن تنظيم داعش يعد ايضا تحول غير مسبوق في الإسلام السياسي , لأن لاول مرة يصبح لديه جيش وسلاح وأرض ، وأعلان البغدادي خليفة للمسلمين ،  هذا التحول الخطير الذي أثر في مجموعات  كبير ة من الشباب أقربهم الشاب الذي فجر نفسه في الكنيسة البطرسية, حضراللقاء د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق, حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة,الأمين العام للمجلس , د. محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأسبق .

 

الإسلام رسالة بلاغ وليس رسالة حكم .

بدأت الجلسة الثانية فى ذكرى مرور خمسين عاماً على رحيل الشيخ على عبد الرازق بعنوان "كتاب الإسلام وأصول الحكم بين المطبوع والمخطوط " للدكتورد حسام عبد الظاهر قائلاً: ان هناك ملاحظات على طباعات الكتاب وهناك الطبع بالتصوير عن طبعات أخرى و ايضا الطباعة من الأصل المطبوع والطبع عن طريق طبعات غير أصلية،  كما أن هناك أخطاء وتجاوزات فى الطبعات،مثل الإسقاطات النصية والأخطاء الاملائية، ونقل لكلمات أو فقرات فى مكان آخر, وأضاف اننا نجد مثلا شطب للتكرار مثل ما نجد فى صفحة 129 الجزء الرابع من الفصل فى الملل والأهواء والنحل ، كما نجد الشطب لتغيير التعبير، كما  نجد مواضع بياض داخل النص، وأخيرا تصحيح المحفوظ لإخفاء المطبوع.


أشار حيدر ابراهيم فى بحثه بعنوان "على عبد الرازق العلمانية المؤمنة " الى أن هناك خلط مقصود بين العلمنه أو العلمانية والإلحاد. لكن من الممكن أن تكون هناك علمانية مؤمنة فعلا .


العلمنة هى عملية مستمرة وهناك علمانية مؤمنة مثل التى قال بها على عبد الرازق ،السؤال لماذا لم يتحول على عبد الرازق لمارتن لوثر، ايضا لماذا لم يكون هذا الكتاب بداية لتحرير اسلامى مثلما حدث فى امريكا اللاتينية كان من الممكن أن يكون نقطة إيجابية فى الإصلاح والتجديد الدينى, ان عبد الرازق لم يتحول لمارتن لوثر, فى السودان الخلافة الإسلامية اصطدمت بالإقلية من غير المسلمين فقامت الدولة فى الجنوب حتى تكون دولة إسلامية خالصة فلم تحتمل وجود أى فئة غير مسلمة,  كما يقول جمال البنا  الفكر الإسلامى لم يترك فكرا سياسيا مؤثرا ,  لو الإسلام دين ودولة كان الفقهاء اهتموا بالدولة والحاكم ،لكن نجد الكتابات نصائح للحاكم ولا نجد اى حديث كيف تنتقل السلطة أو التداول السلمى ,الكتاب معاصرا وسيظل معاصرا هو ليس ضد الدين, بل هوأيضاً ضد توظيف الدين فى السياسة وهو أخطر ما يمكن أن يحدث فى الدولة الإسلامية.


كما أشار د.حسن طلب فى بحثه بعنوان "نقد مفهوم الخلافة عند اعلام النهضة ", الموضوع من وجهة نظر الفلسفة وفلسفة الدين بالتحديد التى تحاول أن تشفي طريقها بعيدا عن وصاية رجال الدين فى القرن 19 قبل الإسلام وأصول الحكم نجد حسين المصرفى  تناول هذا الإطار ،ونجد لطفى السيد وضع فى اعتباره شعار مهم وهو مصر للمصريين وكأنه بذلك ضرب عصفورين فى وقت واحد الأول الرابطة الإسلامية كما دعا لها الخليفة العثماني نفسه، الثانية فكرة القومية العربية،لأنه أراد أن يجعل فكرة القومية العربية كأنها شأنها شأن فكرة الديانة ,هذا جعل التربة صالحة لمن أراد أن يضيف بعده., وعندما سقطت الخلافة رسميا أصبح الجو مهيئا فظهر هذا الكتاب بعدها بعام واحد .


الرسالة أو الفكرة الرئيسية فى الكتاب أن الإسلام رسالة بلاغ وليس رسالة حكم .
ثم ذكر بيت شعر لشوقى يقول فيه مضت الخلافة والإمامة , فهل مضى ما كان بين الله والعباد 
ثم تم فتح باب المناقشة مع الجمهور, ادار الندوة دكتور احمد درويش

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled