اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

دراسة أثرية: أوقاف مصرية خصصت لكسوة الكعبة المشرفة

 

 

 

القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكدت دراسة أثرية للدكتورة منى عبد المهيمن مفتشة آثار بالإدارة العامة لشئون مناطق الوجه البحرى وسيناء بوزارة الآثار أن كسوة الكعبة كانت شرفًا تولته مصر حتى عام 1962 .

 

 

وتؤكد الدكتورة منى عبد المهيمن أن السلاطين والملوك عنوا بصناعة كسوة الكعبة المشرفة والعمل علي إرسالها كل عام إلى الحرمين الشريفين ففى عهد الخليفة العزيز بالله الفاطمى 365هـ/975م كسيت الكعبة المعظمة بكسوة بيضاء اللون وفى عهد الحاكم بأمر الله  386هـ/996م كسيت الكعبة بالقباطى البيض وفى العصر المملوكى حرص سلاطين المماليك على إرسال كسوة الكعبة سنويًا وكانت تتضمن مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام أيضًا لوقوعه بجوار الكعبة وستر ضريح الرسول صلّى الله عليه وسلم وكانت تصنع  من الحرير المذهب النفيس.

 

 

ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء لمعالم هذه الدراسة الهامة موضحًا أن كسوة الكعبة المشرفة فى العصر المملوكى كانت من حرير أطلس, سوداء حالكة شعار العباسيين ومبطنة بالكتان وتكتب عليها آيات الحج مطرزة بكتابة بيضاء فى النسيج ذاته وفى أعلاها مكتوب بالتطريز إسم السلطان ثم تحولت الكتابات إلى اللون الذهبى منذ عصر السلطان الظاهر فرج بن برقوق حتى الآن.

 

 

ويضيف د. ريحان أن الكسوة كانت تصنع فى دار الطراز بالأسكندرية وعند مشهد الإمام الحسين رضى الله عنه بالقاهرة أيضًا وكان لها إدارة خاصة لصنعها تسمى نظارة الكسوة ويشرف عليها ناظر الكسوة  وأول من كساها من ملوك مصر بعد زوال الدولة العباسية هو الظاهر بيبرس عام 661هـ/1262م حيث كسى الكعبة وسير قافلة الحج من البر عن طريق سيناء بدلًا من صحراء عيذاب وقد ظل السلاطين من بعده يرسلون الكسوة وكان سلاطين المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتى لو وصل الأمر إلى القتال وكانت ثمة محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل اليمن وفارس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأحد أن ينازعهم فى ذلك.

 

 

ويشير د. ريحان إلى أن الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاون أوقف فى عام 751هـ وقفًا خاصًا لكسوة الكعبة الخارجية مرة كل سنة وهذا الوقف كان عبارة عن ضيعة تسمى “بيسوس” وهى الآن عبارة عن ثلاث قرى “أبيسوس وسندبيس وأبوالغيث بمحافظة القليوبية وكان يتحصل من هذا الوقف على 8900 درهم سنويًا واستمر كذلك حتى أضاف السلطان سليمان القانونى فى عهده سبعة قرى أخرى حتى تفى بإلتزامات كسوة الكعبة المشرفة واستمر سلاطين دولة المماليك فى إرسال الكسوة كل عام بشكل أكثر تنظيمًا حتى آخر سلاطينها طومان باى عام 922هـ/1516م. 

 

 

ويتابع د. ريحان أن ملك الدولة التيمورية شاه رخ بن تيمورلنك طلب عام 834هـ/1430-1431م أن يسمح له السلطان برسباى بكسوة الكعبة فرفض على أساس أن امتياز تقديم الكسوة يعود منذ القدم لحكام مصر الذين أقاموا أوقافًا خاصة لهذا الغرض وكذلك حرصت الدولة العثمانية على إرسال المحمل والكسوة كل عام وكذلك قوافل الحج حيث كانت تشرف على أربعة قوافل حج رئيسية هى قافلة الحج الشامى وتضم حجاج بلاد الشام والجزيرة وكردستان وأذربيجان والقوقاز والقرم والأناضول والبلقان وحجاج استنبول نفسها وكان عدد أفرادها يتراوح مابين 30000 إلى 35000 وقافلة الحج المصرى وتضم حجيج مصر وشمالى أفريقيا وقافلة الحج العراقى وتضم حجاج العراق وفارس وقافلة الحج اليمنى وتضم حجيج اليمن والهند وماليزيا وأندونسيا وغيرها  .

 

 

ويشير د. ريحان إلى توقف إرسال الكسوة مؤقتًا فى عهد محمد على باشا بعد صدام سياسى مع الوهابية فى عام 1222هـ/1807م ثم عادت مرة أخرى عام 1228هـ وقد أسست دار لصناعة الكسوة بشارع “الخرنفش” بحى الجمالية بالقاهرة عام 1233هـ/1812م مازالت قائمة حتى الآن واستمر العمل بها حتي عام 1962م إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة المشرفة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled