اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مادبا: تواصل تراجع السياحة يلحق خسائر بالقطاع

أصحاب محال تحف يعرضونها للبيع

مادبا …. أدى تواصل تراجع الحركة السياحية في مدينة مادبا إلى حدوث انتكاسة لدى القطاع السياحي بالمحافظة، ما يدفع بأغلب أصحاب محال التحف التراثية والسياحية في الشارع السياحي بالمدينة، إلى التفكير بإغلاقها أو عرضها للبيع.

ويؤكد أصحاب هذه المحال لـ الغد، أن تراجع الحركة التجارية ناتج عن ضعف الحركة السياحية في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى انخفاض مبيعات المحال إلى أقل من الربع،  جراء نقص أعداد السياح، مشيرين إلى أن العديد من المحال لا تغطي كلفها التشغيلية.

وتكبد أصحاب المشاريع خسائر كبيرة، بسبب الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة، وفق رئيس جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث سامر الطوال.

وقال الطوال، إن أغلب أصحاب المشاريع اعتمدوا على القروض البنكية والصنادق الحكومية، لإقامة مشاريعهم بالقروض الشهرية، ما زاد عليهم أعباء مالية شهرية، إضافة إلى أن أوضاع المجتمع المحلي باتت صعبة بسبب خسارة العديد من ابنائه لوظائفهم وتدني دخول غالبية الأسر، التي تعتمد على القطاع السياحي في رزقها.

ويؤكد أحد أصحاب المحال السياحية فواز المعايعة، أن الفترة الحالية تشهد ركوداً تجارياً جراء قلة السياح واعتماد المدينة في هذه الفترة على سياحة الساعات، مشيرا الى أن الموسم السياحي الحالي جاء بعيداً عن التوقعات.

ولفت أن هذه الفترة من كل عام كانت تشهد حراكاً تجارياً نشطاً نتيجة زيادة أعداد السياح القادمين للمدينة، معتبرا أن نقص المجموعات السياحية عامل أساسي في هذا التراجع، الذي انعكس أيضاً على أوضاع العاملين في هذه المحال، مبينا أن استمرار أزمة المنشآت دون وضع الحلول الجذرية لها، أمر ينذر بأزمة اقتصادية على مجتمع المدينة، الذي يعتمد غالبية أبنائه على وظائف المنشآت السياحية.
وقال مدير بازار القصر الأموي أحمد نصار إن تراجع أعداد السياح الملحوظ أدى إلى تدني دخولات العديد من الأسر، وبخاصة ان الكثير منها تعتمد بشكل مباشر على عوائد الحركة السياحية، وهذا انعكس على القوة الشرائية واضطرار العديد من هذه الاسر إلى تقنين مصروفاتها.

وحذر مستثمرون من استمرار انتكاسة السياحة في محافظة مادبا، وبخاصة بعد أن اضطرت فنادق لإغلاق أبوابها استسلاما للظروف الصعبة الناجمة عن تراجع أعداد السياح بسبب الظروف الأمنية في المنطقة.
وقال صاحب أحد الفنادق، طلب عدم نشر اسمه، إن التراجع شكل صدمة وانتكاسة لأصحاب المنشآت السياحية، مشيراً إلى أن هناك توجها لدى أصحاب المنشآت السياحية بإغلاق مشاريعهم بسبب عجزها عن تغطية كلفها التشغيلية ودفع رواتب العاملين فيها.

ويرى المهتم بالشأن السياحي عاطف المعايعة أن التوترات الإقليمية المحيطة يمكن استثمارها لجلب السياح إلى الأردن وخاصة مادبا،  لأن هناك فرصة واعدة أمام السياحة الأردنية لجعل التحديات التي تواجهها مناسبة ويمكن استثمارها لجلب السياح إليها بصفة ان المملكة دولة مستقرة وآمنة.

ودعا مدير متحف ومطعم الحكاية "لاستوريا"، بشار الطوال الحكومة إلى ضرورة الالتفات الجاد للقطاع السياحي والمشاريع السياحية، التي باتت عاجزة عن سد كلفها التشغيلية والتي يهدد إغلاقها عشرات الموظفين بفقدان وظائفهم، من خلال اتخاذ إجراءات تتضمن تنشيط السياحة ومنح المنشآت السياحية إعفاءات خاصة، معتبرا مادبا الأكثر تأثرا مقارنة مع بقية الأماكن السياحية في المملكة.

وقال صاحب محل بازار مروان المنصور،  إن عملية الشراء راكدة منذ ما يزيد على العام، بسبب تحكم مكاتب السياحة والأدلاء السياحيين في المسار السياحي للأفواج السياحية للمواسم السياحية ما أثر على جميع المحال سلباً، مشيراً إلى أن قرار نقل حافلات السياح من ساحة الزوار إلى ساحة السلام، قرار مجحف لا يخدم القطاع السياحي، بل سيزيده تعثراً مالياً فوق الأعباء المالية التي تفرضها الحكومة من تراخيص وضرائب وكهرباء، وبخاصة في المواسم التي تشهد ركودا في عملية الشراء والبيع.
وأكد خبراء في القطاعات السياحية أن هناك قصورا في عملية الترويج للسياحة وتسويق السياحة خارجيا ونقصا في الخدمات، لكن هذا يعود لقلة الدعم من قبل الحكومة، حيث تم تقديم برنامج تطوير المواقع السياحية والأثرية للحكومة لعمل مشاريع تشجع السائح على البقاء بالمنطقة لتكون حلقة متكاملة في مدينة كاملة.

ويبين مستثمرون في القطاع السياحي والفندقي في مادبا أن منشآتهم تعاني من مشاكل وتحديات صعبة، مطالبين الحكومة بإنقاذ القطاع الذي يعاني من أزمة خانقة جراء تأثره بالظروف السياسية.

وقالوا، إن هناك أزمة حقيقية تمر بها المشاريع السياحية بسبب تراجع أعداد السياح القادمين إلى المدينة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الفائدة المتأتية من السياحة على القطاع وأبناء المجتمع المحلي، فضلاً عن ارتفاع كلف التشغيل والرسوم والفواتير.

وقال المستثمر في القطاع السياحي أبو عاطف أبو النعم،  إن استمرار تراجع الحركة السياحية في مدينة مادبا  يهدد بإغلاقات متتالية للمشاريع السياحية، الأمر الذي يوجب على الحكومة أن تسارع بايجاد حلول للوضع السياحي في مادبا.

ولفت إلى أن تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى مادبا أثر سلباً على الواقع السياحي والنشاط الاقتصادي في المحافظة، مطالبا بضرورة تكثيف الجهود من أجل الحد من تراجع السياحة الأجنبية التي تعتمد عليها مادبا بشكل كبير من خلال خطة وطنية متكاملة ومنافسة، مشددا على أهمية الدعم الحكومي للقطاع السياحي في هذه الظروف وزيادة مخصصات الترويج والدعاية السياحية، لما يشكله هذا القطاع من رافد مهم للاقتصاد الوطني.
وأكد رئيس بلدية مادبا الكبرى المحامي مصطفى المعايعة الأزايدة أن البلدية تولي اهتماما كبيرا بالشأن السياحي والأثري، مشيرا إلى ما تزخر به المحافظة من تنوع المجال السياحي "البيئية والعلاجية والدينية والترفيهية والتراثية".

واكد الأزايدة على سعي البلدية الجاد في بناء شراكة حقيقية ومد جسور للتعاون مع كافة القطاعات والمنظمات الداعمة، لايجاد استثمارات جديدة تسهم في إيجاد فرصة تشغيلية حقيقية للشباب المتعطلين عن العمل، وراحة العائلات في إيجاد أمكنة للتنزه.

 وقال، إن مدينة مادبا تحتوي على مواقع سياحية وأثرية، وإن بلدية مادبا استحدثت قسما للتراث، إدراكا منها لأهمية السياحة، مبينا أن مدينة مادبا من المدن العريقة التي تجذب الزائر والمستثمر إليها.
 وبحسب مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني فإن مدينة مادبا عرفت بأنها من أنشط المدن الأردنية سياحياً، حيث تتميز بوجود أكثر من 46 موقعا سياحياً وأثرياً أهمها جبل نيبو ومكاور، والمغطس وأم الرصاص، إلى جانب ما تتميز به من مناخ وموقع ديمغرافي.

وأكد الجعنيني أن الأحداث السياسية والأمنية التي تشهدها دول الجوار مثل مصر وسورية أثرت على المناخ السياحي بالمنطقة، مشيرا إلى أن السياح الأوروبيين يشكلون معظم السياحة الوافدة إلى محافظة مادبا، وخاصة من فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
وقال، إن عدد سياح مادبا العام الماضي بلغ 126304، مشيراً إلى أنه سيتم طرح عطاء تنفيذ توسعة مركز زوار مادبا ضمن المشاريع التي توفرها الوزارة لخدمة القطاع السياحي.
ورأى الجعنيني من خلال اطلاعه المباشر على مسار السياحة في مادبا ان اكثر وجهتين يقصدهما الزائر القادم الى مادبا هما كنيسة الخارطة وجبل نيبو.

وبين أن الغالبية العظمى من السياح القادمين الى مادبا يحملون الجنسيات الاوروبية. وتضم محافظة مادبا قرابة 46 موقعا سياحيا وأثريا أهمها المتنزه الأثري والمتحف وجبل نيبو وكنيسة الخارطة بالإضافة إلى كنيسة الرسل ومكاور.

يشار إلى أن محافظة مادبا تجمع قرابة 102 منشأة سياحية شاملة لقرابة 17 فندقاً من كافة النجوم باستثناء فئة الأربع والخمس نجوم بسعة تصل إلى 470 غرفة فندقية، كما تضم قرابة 17 مطعما سياحيا والعديد من "الكافي شوبات"، بالإضافة إلى وجود منشآت فندقية وسياحية قيد الإنشاء في المحافظة ستسهم في زيادة الخدمات السياحية التي ستلبي حاجة ورغبة السائح أثناء إقامته في مادبا أو خلال زيارته لها.
ويقدر حجم العمالة في القطاع السياحي بمحافظة مادبا بحوالي 700 عامل.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled