صلالة ….. بينما تنعم محافظة ظفار خلال موسم الخريف الذي يمتد منذ منتصف يونيو الماضي حتى أواخر شهر سبتمبر القادم بمناخ فريد رائع على عكس الحر القائظ على امتداد منطقة الخليج خلال اشهر الصيف.
إن أعدادا متزايدة من السياح والزائرين تتجه عادة نحو محافظة ظفار؛ لتتمتع ببساط الخضرة الذي يغطي الجبال والوديان والسهول في ظفار، وبالرذاذ الخفيف الذي يستمر لساعات عديدة على مدار اليوم، وما يصاحبه من سحب تحجب الشمس، هذا فضلا عن الاستمتاع بالشواطئ النظيفة والممتدة، وبالمقومات السياحية المتعددة والمتنوعة، الطبيعية والتراثية والتاريخية والحديثة من خيران وعيون، ومن كهوف ومغارات ومواقع أثرية تاريخية، ومحميات طبيعية، ومرافق حديثة أيضا.
وفي هذا الإطار شهد مهرجان خريف صلالة بفعالياته الفنية والثقافية والرياضية والتجارية، وبعروضه الشيقة إقبالا كبيرا ومتزايدا من جانب الزائرين والسياح من مختلف الشرائح والأعمار.
ويمثل مركز البلدية الترفيهي في صلالة مقصدا مهما للكثيرين، خاصة وانه يضم العديد من الفعاليات والمعروضات، كما أدخلت عليه تحسينات كثيرة قامت بها بلدية ظفار بالتعاون مع مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار والجهات المعنية الأخرى ليتمكن من استيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين الذين يتجهون الى صلالة خلال موسم الخريف.
ومع الوضع في الاعتبار ان خريف صلالة يسهم بشكل كبير في تعزيز حركة السياحة في السلطنة، خاصة وانه يجذب مئات الآلاف من السياح من الدول الشقيقة والصديقة خلال الأشهر الثلاثة التي يحل فيها، ومن المعروف ان وتيرة النشاط السياحي في السلطنة تتسم بأنها مستمرة على مدار العام، وذلك بحكم التنوع المناخي والبيئي الذي تتمتع به السلطنة، الى جانب توفر المقومات السياحية، الطبيعية والتاريخية والتراثية في مختلف محافظات السلطنة، وهو ما يضمن تدفقا سياحيا مستمرا على مدار العام إلى العديد من محافظات السلطنة بحسب عمان.
وخلال النصف الأول من هذا العام فإن أعداد السياح الزائرين للسلطنة بلغت نحو 27.1 مليون سائح، وذلك بنسبة زيادة بلغت 4.11 %، مقارنة مع أعداد السياح في النصف الأول من العام الماضي.
وفي الوقت الذي تمثل فيه السياحة الداخلية مكونا حيويا في النشاط السياحي في السلطنة، سواء خلال موسم خريف صلالة، أو على مدار العام، إلا ان مما له معنى ودلالة ان أعداد السياح الذين زاروا السلطنة خلال النصف الأول من العام الحالي – وفق بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات – سجلت زيادة بنسب كبيرة في أعداد السياح الأوروبيين بوجه خاص، وعلى سبيل المثال زاد عدد السياح البريطانيين القادمين الى السلطنة بنسبة 20 %، وزاد عدد السياح الألمان بنسبة 3.31 % وزاد عدد السياح الخليجيين بنسبة 13 %.
ومع ان عدد السياح الأوروبيين يظل اقل بالطبع من عدد الزائرين الخليجيين، فإن هناك زيادة ملموسة في مختلف شرائح السياح، سواء من داخل السلطنة أو من الخارج، وهو ما يعبر عن نجاح جهود الترويج للسياحة في السلطنة خليجيا وأوروبيا وإسهامها في تنويع مصادر الدخل أيضا.
