إيبولا وداعش يفلحان في التأثير سلبا على السياحة بالمغرب
الرباط …. داعش وإيبولا.. هذا الثنائي أصبح يهدد أمن الدول واستقرارها، بل انتقل أيضا للتأثير سلبا على مصالحها الإقتصادية.. ويبدو أن قطاع السياحة في المغرب هو الآخر لم يسلم من الأضرار الإقتصادية التي يخلفها تنظيم داعش ووباء إيبولا، حيث صرحت نقابة وكالات الأسفار في فرنسا على أن نسبة إلغاء الرحلات السياحية نحو المغرب تراوحت بين 15 و50 في المائة لتدق النقابة بذلك ناقوس الخطر بالنسبة لقطاع السياحة في المغرب في ظل التهديد الأمني لتنظيك داعش والتهديد الصحي لوباء إيبولا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن روني مارك شيكلي تصريحه بأن أغلب الزبناء الذين يريدون إلغاء رحلاتهم نحو المغرب أو تونس يبررون الأمر بأنهم "خائفون"، قبل أن يضيف بأن هذا التراجع يهم بالأساس كلا من تونس والمغرب وهما الوجهتان التقليديتان للسياح الفرنسيين.
وحسب وكالات الأسفار المنضوية تحت لواء هذه النقابة والبالغ عددها 70 وكالة أسفار، فإنهم في الأوقات العادية كانوا يسجلون أكثر من 170 ألف رحلة منها 100 ألف رحلة سياحية نحو المغرب وتونس، غير أن الوضعية تغيرت بعد البلاغ الذي أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية والذي تطالب فيه جميع الفرنسيين باتخاذ أقصى درجات الحذر في أربعين بلدا من بينها المغرب وتونس، وتعليقا على هذه الوضعية قال رئيس النقابة "الناس لم تعد تحجز للسفر نحو المغرب وتونس وعلى الأرجح أننا سنفقد ما بين 20 ألف و25 ألف زبون نحو المغرب وتونس خلال هذه الفترة".
ويظهر موقع "إيزي فواياج" على أن نسبة حجز الرحلات نحو المغرب وتونس ومصر وتركيا قد تراجعت بنسبة 24 في المائة خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر وشهر نونبر القادم، واعتبر رئيس النقابة الفرنسية لوكالات الأسفار إن هذا التراجع جاء كرد فعل على اغتيال المواطن الفرنسي هيرفي كورديل في الجزائر من قبل أنصار تنظيم داعش، حيث أن نسبة إلغاء الحجوزات وصلت إلى 50 في المائة نحو المغرب وتونس خلال اليومين التاليين لمقتل المواطن الفرنسي.
سبب آخر دفع السياح الفرنسيين إلى إلغاء رحلاتهم وهو وباء إيبولا الذي اجتاح عددا من الدول الإفريقية وحصد أرواح أكثر من ثلاثة آلاف شخص، حيث نقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن لوران كونساي وهو مدير وكالة أسفار فرنسية أنه تم "إلغاء عدد كبير من الرحلات السياحية نحو الدول الإفريقية ومنها المغرب على الرغم من أن المغرب غير معني بهذا الوباء إلى الآن".
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فإنه مقابل إلغاء الرحلات السياحية نحو المغرب وتونس، سجلت وكالات الأسفار الفرنسية ارتفاع الرحلات السياحية نحو وجهات أخرى ومنها إسبانيا وإيطاليا واليونان وهي الدول التي تمر بأزمة اقتصادية خانقة، وعلى الرغم من أن المغرب مازال ضمن الوجهات الخمس الأولى المفضلة للسياح الفرنسيين إلى أن أزمة الإلغاءات جعلت كلا من إيطاليا واليونان تنافسانه على موقعه في السوق الفرنسية.
وحمل مهنيو قطاع الرحلات السياحية المسؤولية في هذه الوضعية إلى وزارة الخارجية الفرنسية وخريطتها الشهيرة التي تظهر الدول التي تواجه خطر تلقي هجمات إرهابية، حيث صرح ريتشارد فانولو مدير شبكة الرحلات "تور كوم" على أن "طريقة تواصل وزارة الخارجية الفرنسية كانت خاطئة وكان لها تأثير سلبي"، ذلك أنه حتى بالنسبة للمغرب وتونس اللذان يوجدان خارج المناطق المهددة حسب الخريطة "أصبح الناس تخاف من السفر إليها لهذا فقد تم تأويل رسالة وزارة الخارجية بشكل خاطئ" حسب نفس المتحدث.