مطار حمد الدولي يستقبل 45 ألف مسافر في أول أيام تدشينه بشكل كامل
الدوحة " المسلة " … احتفلت الخطوط الجوية القطرية أمس، بالتشغيل الكلي لمطار حمد الدولي وانتقال عمليات آخر 12 شركة طيران متبقية إليه، ومنها الناقل الوطني، التي وزعت الأعلام القطرية والتمور على المسافرين من وإلى الدوحة، معلنة بذلك انتقالها إلى بيتها الجديد وانطلاق مرحلة جديدة في مفهوم ومستوى صناعة السفر في قطر والمنطقة والعالم.
وقد حطت أول طائرة للخطوط الجوية القطرية على أرض مطار حمد الدولي أمس، قادمة من البحرين على الرحلة QA113، في حين أقلعت أول طائرة لها في الساعة 11 ونصف صباحا، متوجهة إلى مطار أبوظبي الدولي.
حضر اليوم الأول للتشغيل الكلي لمطار حمد الدولي كل من وزير المواصلات جاسم السليطي ووزير البيئة أحمد بن عامر الحميدي وأعضاء لجنة تسير المطار الجديد وعلى رأسهم عبدالعزيز النعيمي رئيس اللجنة وأكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية وعدد من مديري إدارات المطار كما عجت أرض المطار بعدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
30 مليون مسافر حتى نهاية العام
أكد الرئيس التنفيذي للقطرية، أكبر الباكر أن يوم اكتمال العمليات التشغيلية لمطار حمد الدولي وانتقال كافة شركات الطيران إليه هو يوم تاريخي بالنسبة للخطوط الجوية القطرية بانتقالها إلى منزلها الجديد. وأشار إلى أن عدد المسافرين الذين استخدموا المطار في اليوم الأول هو 45 ألف مسافر، يقوم بخدمتهم 11 ألف موظف، موزعين في كافة مرافق المطار، بما في ذلك الممرات الجوية وبرج المراقبة وغيرها.
وتوقع الرئيس التنفيذي أن تصل الطاقة الاستيعابية للمطار مع نهاية العام الجاري إلى 30 مليون مسافر في العام، في حين ستصل مع اكتمال جميع توسعات المطار إلى 50 مليون مسافر.
تسريع وتيرة تسلم الطائرات
وأشار الباكر إلى أن المطار الجديد سيدعم توسعات القطرية بنسبة لا تقل عن %30 وسوف يؤثر على نسب النمو من حيث زيادة عدد الوجهات وحجم الأسطول، مبينا أنه ستكون هناك إمكانية لاستلام طلبيات الطائرات بشكل أسرع، خاصة أن هذا المطار يضم مساحات غير محدودة، لافتا إلى أن القطرية مستمرة بالنمو والتوسع وفق الخطة الموضوعة، مشيراً إلى الناقلة ستستلم الشهر المقبل 3 طائرات إيرباص من طراز A380.
ترحيب
وقال الباكر: أي شركة طيران ترغب في دخول السوق القطرية، مرحب بها في مطار حمد الدولي، ونحن نشجع كل شركات الطيران لتفتح خدماتها في دولة قطر التي تعد من أكثر الاقتصادات نموا في العالم، ولذلك فهي بحاجة لمزيد من الخدمات الجوية من شركات الطيران العالمية.
وذكر الباكر أن حمد الدولي هو أحد أفضل المطارات في العالم ويقدم تجربة جديدة للمسافرين من حيث المرافق والتسهيلات والتجهيزات مثل السوق الحرة والفندق والبوابات الجوية وغيرها من المرافق الأساسية التي يضمها المطار.
تشغيل المطار
من جهته ذكر عبدالعزيز محمد النعيمي رئيس لجنة تسيير مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني أنه مع هبوط رحلة طائرة الخطوط الجوية القطرية رقم 1113 القادمة من البحرين تكون قد اكتملت العمليات التشغيلية لمطار حمد الدولي، متوقعا أن تكون قد أطلقت 12 شركة طيران عالمية أخرى عملياتها التشغيلية من المطار أمس، منوها بأن الافتتاح الرسمي للمطار سوف يكون في نهاية أكتوبر أو بداية نوفمبر المقبل، مذكرا بأن التشغيل الأولي لمطار حمد الدولي كان قد انطلق في 30 أبريل الماضي بانتقال 10 شركات طيران تلاها انتقال 4 شركات ومن ثم 4 شركات أخرى.
المرحلة الثالثة للمشروع
كشف النعيمي أن المرحلة الثالثة لمطار حمد الدولي ستنطلق العام المقبل ولن تتجاوز الكلفة المخصصة لها، موضحا أن التصاميم الهندسية الخاصة بالمرحلة الثالثة شبه منتهية وسوف تطرح مناقصتها بداية العام المقبل، متوقعا أن تستغرق العمليات الإنشائية للمرحلة الثالثة بعد سنتين أو سنتين ونصف السنة.
معايير
أوضح النعيمي أن مرافق المطار المختلفة مستوفية لكافة معايير وشروط الأمن والسلامة، وذلك عبر استخدام أحدث تقنيات العصر في هذا المجال، مشيراً إلى أن مرافق المطار المختلفة تستوعب أكثر من 30 ألف موظف.
ولفت رئيس الهيئة العامة للطيران إلى أن مطار حمد الدولي سوف يخدم البنية التحتية، ويساعد في تطور صناعة الطيران الآخذة في النمو، فضلا عن كونه محورا فاعلا من محاور توسعات الناقل الوطني، الخطوط الجوية القطرية، وداعما إيجابيا لخططها التوسعية، سواء من حيث المحطات أو من حيث الأسطول.
مقومات
بين النعيمي أن مطار حمد الدولي يتمتع بالمقومات المطلوبة للمنافسة عالمياً ولاستقطاب حركة طيران غير محدودة للناقل الوطني، كما لشركات الطيران التجارية الأخرى، مبينا أنه وبفضل جهوزيته لاستقبال 320 ألف رحلة سنوياً سيتمكن مطار حمد الدولي من تحقيق المزيد من النمو في سوق السفر المحلية، وسيكون قادراً بذلك على مواكبة الخطط التوسعية للناقل الوطني لزيادة عدد وجهاته واستيعاب أعداد المسافرين وحجم البضائع التي ستنتج عن هذا التوسع.
مرفق حيوي
ولفت النعيمي إلى أهمية مطار حمد الدولي كمرفق حيوي قادر على تلبية متطلبات النمو المضطرد في أعداد المسافرين والبضائع الذي ستشهده دولة قطر مستقبلاً، بالتزامن مع الاستحقاقات الكبرى والفعاليات الاستثنائية القادمة على مختلف المستويات، إلى جانب قدرة المطار على مواكبة احتياجات مسيرة النمو والتنمية التي ستشهدها البلاد حتى العام 2030، وما يرافقها من خطط تنموية لكافة القطاعات الإنتاجية، وذلك في إطار تطلع الدولة إلى بناء اقتصاد قوي قائم على تنوع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة.
طفرة تنموية
أعرب وزير المواصلات جاسم سيف أحمد السليطي، عن سعادته ببدء التشغيل الكلي لمطار حمد الدولي، والذي انطلق مع انتقال جميع شركات الطيران من مطار الدوحة إلى المطار الجديد، مشيراً إلى أن الأخير يتمتع بمقومات كبيرة تدعم الطفرة التنموية الكبيرة التي تشهدها قطر في جميع المجالات.
وأضاف الوزير أن انتقال جميع شركات الطيران يمثل اختبارا كليا لقدرات مطار حمد، موضحاً إلى أن الافتتاح التشغيلي اكتمل أمس بانتقال جميع شركات الطيران إلى مطار حمد، مشيراً إلى أن موعد الافتتاح الرسمي للمطار لم يتحدد بعد.
واختتم وزير المواصلات حديثه قائلاً: «أهدي إنجاز مطار حمد الدولي الذي يعد أحد أبرز بوابات السفر في العالم إلى سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى سيدي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني».
خريطة أمنية
ذكر الملازم أول زايد راشد النعيمي، ضابط تدريب في أمن مطار حمد الدولي أن الأخير يحتوي على أجهزة ومعدات بالغة الدقة والحساسية والتطور، يستفاد منها في تقديم خدمات متميزة للمسافرين مع المحافظة على الأمن والسلامة داخل المطار، وتعتمد الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها الإدارة على العنصر البشري المؤهل.
وهي تتوزع في المواقف وصالات السفر، وذلك لإحكام السيطرة الأمنية الإلكترونية.
وأشار النعيمي إلى أن المطار الدولي الجديد يضم أجهزة حديثة ومتطورة بأحدث أنواع التكنولوجيا، كما يضم كوادر بشرية مدربة للتعامل مع هذه الأجهزة، وهذه الكوادر خضعت لدورات تأهيلية وتدريبية مكثفة على الأجهزة الإلكترونية، بهدف تسهيل إجراءات المسافرين وتسريع عمليات الوصول إلى الطائرات في أقصر وقت ممكن.
وأوضح الملازم أول أن أمن المطار يتعاون مع قوات لخويا لوضع الخريطة الأمنية لمطار حمد الدولي، وهناك تنسيق دائم بينهما وعمل مشترك.
وكشف النعيمي عن تعاون مشترك بين أمن مطار حمد الدولي وشرطة لاس فيجاس الأميركية، بغرض وضع التصورات الأمنية للمبنى الجديد، حيث جرت زيارات متبادلة بين شرطة مطار حمد وشرطة لاس فيجاس، للتعرف على آخر المستجدات الأمنية وتطبيقها في مطار حمد الدولي.
وأشار إلى أنه تم التنسيق والتعاون مع أكبر المطارات في العالم مثل مطار لندن هيثرو ومطار بانكوك وغيرها، للتوصل إلى آخر مستجدات التكنولوجيا الأمنية.
عمليات التشغيل
افتتح مطار حمد الدولي بعض أبوابه في الثلاثين من أبريل الماضي لاستقبال عشر شركات طيران (منخفض التكلفة)، وشرع جميع أبوابه أمس لاستقبال الخطوط الجوية القطرية وباقي شركات الطيران التي نقلت كافة عملياتها إلى مطار حمد الدولي.
ولقد كانت عملية التشغيل الكامل لمطار حمد الدولي قد تمت وفق الجدول الزمني الذي أعلنت عنه لجنة تسيير مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد في مطلع العام الحالي، ويعود نجاح عملية الانتقال إلى تنسيق الجهود وجاهزية التشغيل لدى مختلف الأطراف العاملة داخل مطار حمد الدولي.
رؤية
يندرج مشروع مطار حمد الدولي ضمن الرؤية الوطنية لدولة قطر التي أرادها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خارطة طريق لمستقبل قطر، وعامل دفع لعجلة النمو الاقتصادي وتحقيق تنمية مستدامة في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية، وحرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على استكمالها من خلال دعمه وتوجيهاته المتواصلة ومتابعته الحثيثة والبناءة.
وبذلك يشكل مطار حمد الدولي حجر أساس في خطط الدولة المستقبلية للتوسع والانفتاح ويلعب دوراً هاماً وحيوياً في جعل قطر بوابة الشرق إلى العالم، من خلال قدرته على استيعاب أكثر من 60 ألف مسافر يومياً في الوقت الحالي، في حين يرتفع هذا العدد إلى ضعفه عند اكتمال مرحلته الأخيرة.
وبدأت جميع خطوط الطيران العاملة في سوق السفر القطرية باستخدام نقطتي التجمع (كونكورس) «أ» و«ج» بعد أن تم فتح نقطة التجمع «ب» في الثلاثين من أبريل، ليكتمل بذلك افتتاح المطار رسمياً بجميع مبانيه ومرافقه الحيوية أمام جميع شركات الطيران العربية والعالمية.
