وزير السياحة المصري: استثمارات سياحية سعودية وإماراتية تتجه إلى الساحل الشمالي المصري
المنامة "ادارة التحرير" …. أعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع عن سلسلة اجتماعات مصرية – خليجية تهدف لاستعادة السائح الخليجي الذي يشكل حوالي 20% من مجموع الحركة السياحية الوافدة الى مصر.
وقال الوزير في مقابلة خاصة لـــ«الأيام» إنه يقوم حاليا بجولة تستهدف عددا من دول الخليج بهدف بلورة عدة اتفاقيات مع شركات الطيران من اجل تسيير رحلات جوية مباشرة من كل من السعودية والامارات الى مناطق سياحية مصرية على راسها الغردقة وشرم الشيخ.
واشار الوزير الذي يقوم بجولة الى عدد من دول الخليج العربي الى ان مباحثات جرت بين مستثمرين من كل من المملكة العربية السعودية والامارات من اجل استغلال فرص استثمارية في منطقة الساحل الشمالي- غرب مدينة الاسكندرية،، فيما يتم الآن وضع الاطر القانونية من اجل اتمامها.
واكد الوزير على ان قرار 18 دولة اوروبية القاضي برفع حظر السفر الى مصر وتخفيفه بعد الظروف التي مر بها المشهد السياسي المصري قد ادى الى حدوث تحسن طفيف خلال شهر اكتوبر في حركة السياحة الوافدة من دول اوروبية والتي تعتمد عليها مصر بنسبة 72%.
واعتبر الوزير المصري ان القطاع السياحي لم تطله يد سياسة «اخونة الدولة» في عهد النظام السابق باستثناء تعيين محافظ الاقصر الذي جاء بمثابة رسالة سلبية للقطاع السياحي المصري امام العالم.
وصف الوزير التظاهرة الثقافية المصرية التي تحتفي بها البحرين حالياً بمثابة رسالة شكر من مصر وشعبها الى البحرين ومليكها التي كانت اول دولة تبارك ثورة 30 يونيو.
وفيما يلي نص المقابلة:
] كان هناك اعلان جاء على لسان سفير جمهورية مصر العربية لدى المنامة عصام عواد عن تظاهرة ثقافية – سياحية مصرية في البحرين خلال هذا الشهر- كيف تقرأ هذا النشاط والحراك الثقافي بين البلدين الشقيقين؟
– هذه التظاهرة تأتي كتعبير عن تقدير ومحبة خاصة للبحرين ومليكها المفدى ولمواقفها المشرفة اتجاه مصر، لقد كان ملك البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اول قائد عربي يهنئ مصر بثورة 30 يونيو، فهناك تقدير لدى المسؤولين والشعب المصري لهذه المواقف المشرفة من قبل البحرين وقيادتها، واول اتصال باشقائنا الخليجيين كانت مع البحرين وهناك سلسلة لقاءات مرتقبة وقد حرصنا ان تكون البداية من البحرين، وهذا التواجد هو شكر صريح من مصر الى شقيقتها البحرين يحمل مشاعر تقدير لمواقفها.
] لمصر موقع خاص على خارطة السياحة العالمية، الا ان الظروف السياسية التي مرت بها مصر اثرت بشكل سلبي على هذا القطاع الحيوي الهام، هل استعادت السياحة في مصر عافيتها؟
– التعبير الادق هو ان السياحة في مصر لم تستعد عافيتها السياحية تماماً، الا انه منذ اسابيع قليلة بدأ منحنى التعافي في الصعود، وأعتقد ان الفترة القادمة ستشهد المزيد من الارتفاع في هذا المنحنى ونأمل ان نستعيد في اقرب وقت ممكن العافية السياحية، لكن لا ننسى ان مصر مرت في ظروف صعبة جدا قبل ثورة 30 يوليو وكانت مرحلة وضع اسس لمرحلة، وقد شهدنا فض اعتصام ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة في القاهرة مما نتج عنه تحذيرات للسفر الى مصر وبالاخص الدول المصدرة للسياحة وهي الدول الاوروبية التي نعتمد السياح القادمين منها بنسبة 72%، وبعدها مررنا بفترة ركود الى ان استعاد الامن زمام الامور في الشارع المصري وبدأنا بالتحرك، وبالفعل هناك 18 دولة رفعت قرار حظر السفر الى مصر بالكامل او تخفيف طبيعية الحظر.
] دائما هناك ارتباط وثيق بين السياحة وبين الامن، وقد حاول الاخوان خلال الفترة الماضية اذا صح التعبير «ابتزاز» مصر بالناحية الامنية وكذلك نقل صورة مبالغ فيها عن ما يجري على ارض الواقع- هل تتفق معي بذلك؟
– بالتأكيد الوضع الامني في الواقع المصري افضل بكثير مما يتناوله الاعلام وتحديدا بعض القنوات الاعلامية المتعاطفة جداً مع الاخوان في مصر وبالتالي تظهر الوضع على غير حقيقته، ان لدي عتب شخصي على قناة (الجزيرة) التي تنقل الاحداث بغير صورته الصحيحة فتجدي تظاهرة مكونة من عشرات الافراد تنقلها على انها تظاهرة من آلاف، واحتكاك يبدأ من اتباع الاخوان ضد الشرطة فتقوم الجزيرة بتصويره على انه اعتداء رجال الامن على متظاهرين وهذا ليس حقيقي، في الواقع ان التظاهرات بدأت تقل واصبحت على نطاق ضيق بمعدل تظاهرة واحدة اسبوعياً تخرج يوم الجمعة بعد الصلاة ولساعات محدودة وفي مناطق متفرقة وهي تأتي في نطاق اثبات الوجود، اما المناطق السياحية الشهيرة في مصر مثل الغردقة والبحر الاحمر واسوان وجنوب سيناء وشرم الشيخ والاقصر فالامور تسير بشكل طبيعي، حتى القاهرة فالحياة تسير فيها بشكل طبيعي وهذا ما احاول ان انقله لشركائنا في الدول الاوروبية لان الدول العربية اقرب الينا وعلى فهم اعمق لمجريات الاحداث في مصر.
] قبل ثورة 30 يونيو كان هناك تعيينات «فئوية» انتهجها الاخوان دون الاخذ في عين الاعتبار الخبرة او مصلحة القطاعات ومصلحة مصر-كيف تعاملتم مع سياسة «التغلغل» وهل طالت القطاع السياحي ايضاً؟
-هذا صحيح، لقد كان هناك سياسة التعيينات الفئوية او ما يعرف بــ «اخونة الدولة» ومحاولة زرع اعضاء الاخوان في مواقع مختلفة في الدولة كانت تسير على قدم وساق الا في القطاع السياحي، لم يحدث الا محاولة واحدة وقد تبيت لي وقمت على الفور بنقل هذا الشخص، لكن الذي اضر بالفعل بهذا القطاع هو ما حدث قبل ثورة 30 يونيو عندما قام النظام السابق بحركة تغيير المحافظين والتي طالت محافظة «الاقصر» التي لديها خصوصية سياحية عالمية، هذه الرسالة السلبية التي جاءت ضمن سياسة «اخونة الدولة» شكلت ضربة قوية للقطاع السياحي وقوبلت باحتجاجات دولية قوية جداً مفادها ماذا يقصد النظام في مصر من تعيين مثل هذه الشخصية في موقع محافظ وتحديداً لمدينة سياحية مثل الاقصر وهو الذي ينتمي لفصيل معروف بتنفيذه هجمات ارهابية على سياح في نوفمبر 1997 وفي مدينة الاقصر وراح ضحيتها ما يقرب 62 سائحا اجنبيا، وبالتالي الرسالة كانت بالغة الدلالة وكذلك بالغة التأثير السلبي وقمت على اثرها بتقديم استقالتي كوزير للسياحة.
] الا تخشون من تكرار سيناريو التسعينات وابتزاز الدولة عبر زعزعة الامن واستهداف السياح- كما حدث في التسعينات- لاسيما بعد ان خسر الاخوان السلطة في مصر؟
– في هذه الجزئية ما هو واضح انه في التسعينات كان السائح مستهدفا للضغط على النظام، الآن ما هو مستهدف هو النظام ذاته ممثلا بالشرطة والقوات المسلحة وبالتالي الهجمات تستهدف الشرطة ومنتسبي القوات المسلحة، وبالتالي الخلاف موضوعي ما بين ما كان يحدث في التسعينات وما يحدث اليوم، هذا لا يعني اننا لا نتحسب استخدام ملف السياحة للضغط على النظام القائم، حتى الآن الضغط يأتي في شكل ما اسمه «الحرب الالكترونية» وهي رسائل الكترونية لصانعي القرار السياحي في الدول المصدرة للسياحة الى مصر مثل «لا ترسلوا السياح لمصر» و«لا تتعاونوا مع النظام القائم»، لكن هل هناك هجمات محددة تستهدف السياح في مصر خلال الفترة الماضية؟ هذا لم يحدث، نحن في قطاع السياحة نتعاون بشكل يومي مع المسئولين في الجهات الامنية بحيث نطمئنهم اننا نقوم بتأدية واجبنا اتجاه ضيوفنا من السياح في مصر، ثم لا يوجد بلد في العالم يمكن ان نقول انها ليست عرضة لاي مخاطر، كل البلدان معرضة لكن الفرق ان نثبت للدوائر المعنية في الدول المصدرة للسياح اننا نقوم بواجبنا ونحدث الاجراءات الامنية التي تحمي السائح والضيف القادم الى مصر ونقوم بذلك بشكل مستمر.
] من موقعكم ما هي نسبة التحسن في استقطاب السياح الى مصر؟
– من 1 يونيو كان المنحنى في انخفاض وكانت ذروة هذا الانخفاض عندما تم اصدار قرارات حظر السفر الى مصر خلال شهر سبتمبر الماضي والتي اثرت بنسبة 95% خلال شهر سبتمبر الماضي، لكن التحسن بدأ مع شهر اكتوبر وهو تحسن نسبي طفيف لان مع رفع الحظر كان يتوجب بذل جهود معنية من اجل تحسن الوضع.
] ما هي الدول التي رفعت قرار حظر السفر الى مصر؟
– المملكة المتحدة لم توقف سياحيها الى منطقة جنوب سيناء وكذلك منطقة البحر الاحمر، لكنها اوقفتها الى منطقة صعيد مصر واسوان، بمعنى حظر جزئي او ما يعرف بتجنب بعض المناطق، ايضا المانيا منذ مطلع اكتوبر رفعت حظر السفر الى معظم المناطق السياحية في مصر ما عدا القاهرة، هناك حركة سياحية كبيرة من الدولة المصدرة الاولى الى مصر وهي روسيا، ايضا جميع الدول الاسكندنافية رفعت الحظر وكذلك فرنسا التي يستهدف مواطنوها السياحة الثقافية بحيث يأتون مباشرة الى القاهرة واسوان والاقصر، وبالتالي معظم الدول التي نعتمد عليها بشكل اساسي في تصدير السياحة قد رفعت الحظر جغرافياً، وهناك بعض الدول المهمة بالنسبة لنا مثل ايطاليا ونأمل ان ترفع الحظر وكذلك بريطانيا ان ترفع الحظر عن القاهرة واسوان والاقصر مع حلول موسم الشتاء، بصفة عامة اعتقد ان المانع الرئيسي للترويج للسياحة المصرية بدأنا برفعه.
] هل كان لكم جولات للدول المصدرة من اجل توضيح حقيقة الوضع بدلا من استقاء المعلومات من مصادر غير موثوقة؟
– في واقع الامر قمنا بعدة جولات الى الدول الرئيسية المصدرة مثل بريطانيا وروسيا وفرنسا وايطاليا والمانيا وشرحنا الصورة ليس فقط للاعلام بل تكلمنا بصراحة في داخل الغرف المغلقة حول حقيقة الوضع في مصر، وحصل هناك تعاطف وتفهم وبدأ التغير، نحن على مشارف معارض سياحية متعددة تبدأ في بريطانيا ولدينا تواجد مصري سياحي واعلامي مكثف ونأمل من خلال هذه التظاهرة السياحية ان نرسل رسائل ايجابية للسوق.
] السائح العربي يحب مصر، هل هناك حصة من جولاتكم موجهه للسائح العربي والخليجي تحديداً؟
– بالتأكيد، الارقام تشير الى ان ثاني كتلة بعد السائح الاوروبي الذي يشكل 72% من نسبة السياحة الوافدة هي الكتلة العربية او السائح العربي، وخصوصا الخليجي الذي يشكل نسبة 20 % من حركة السياحة الوافدة، خلال شهر نوفمبر نتطلع الى تطوير السياحة مع الجانب الخليجي وهناك عدة افكار تتبلور مع شركات الطيران عبر فتح خطوط طيران مباشرة من دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الى بعض المدن السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ، اما بالنسبة للبحرين فإننا نأمل بذلك الا ان اعداد البحرينيين الذين يأتون الى مصر يفضلون ان يقصدوا القاهرة ومن ثم يسافرون حسب رغبتهم الى مناطق سياحية اخرى داخل مصر، لكن الاتصال بين البحرين ومصر موجود بين القاهرة والمنامة ولا نواجه أي مشكلة، لكن بصفة عامة بدأنا هذه الجولة في البحرين وستستمر في دول خليجية اخرى ونأمل باستعادة السائح الخليجي الى مصر عبر تسهيلات مختلفة ومنها حتى السفر الى مصر براً سواء عبر الاردن او السعودية من خلال (عبارات) الى السويس واختصار مدد انهاء الاجراءات عند الوصول الى النقاط الحدودية المصرية.
] هل من استثمارات خليجية في القطاع السياحي المصري خلال الفترة المقبلة؟
– بلا شك نحن بحاجة لهذه الاستثمارات، بعض المناطق السياحية في مصر يوجد فيها استثمارات جيدة واخرى تحتاج للاستثمارات مثل منطقة الساحل الشمالي غرب الاسكندرية هي منطقة واعدة ورائعة ونتطلع لاستقطاب الاستثمار العربي الى هذه المنطقة التي تحمل فرص استثمارية جيدة في القطاع السياحي.
] هل من دول خليجية محددة أبدت رغبتها المبدئية للاستثمار بهذا الساحل؟
-هناك مستثمرون من السعودية والامارات اتوا الى مصر وتناقشوا معنا للاستثمار بهذه المناطق ونحن نعمل على وضع الاطار القانوني المناسب للاستفادة من هذه الاستثمارات في مصر.
] اليوم البحرين هي عاصمة السياحة العربية، وهناك انشطة ثقافية كثيرة شهدتها البحرين خلال الاشهر الماضية، كيف تقرأ موقع البحرين اليوم على خارطة السياحة العربية من موقعك كخبير سياحي قبل ان تكون وزيراً للسياحة؟
– البحرين في تقديري كمتابع للحركة السياحية والثقافية في البحرين لاسيما جهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، البحرين من الناحية الجغرافية قد تكون صغيرة لكن موقعها الثقافي كبير، لقد استطاعت البحرين ان تدرس مقومات السياحة وتستغل هذه المقومات بالشكل الامثل وتستثمرها لتخط لها موقعا متميزاً على خارطة السياحة العربية، لاسيما عندما نتحدث عن استقطاب فعاليات اقتصادية وكذلك تظاهرات ثقافية تصب في خدمة القطاع السياحي والخدماتي في البحرين سواء من منطقتنا العربية او من الخارج، وهي بلد منفتح ومضياف وشعبها راق جدا وهذا كله اسهم في المكانة التي تتبوأها اليوم البحرين، فالسياحة ليست مجرد فندق او شارع وان كانت البنى التحتية لكن هناك مقومات اخرى وعلى رأسها الشعب نفسه الذي يشكل عنصرا اساسيا في عملية الاستقطاب السياحي، والبحرين دون ادنى شك تتمتمع بهذا المقوم الاساسي، اذا كان الشعب مضياف ويقبل الزائر هذا يساعد الضيف على تكرار الزيارة وهذا ما رايته في البحرين، هذا الى جانب الفعاليات الثقافية التي تزخر بها المراكز الثقافية التي يشرف عليها القطاع الثقافي سواء كانت فعاليات موسيقية او ادبية وهذا كله توظيف جيد لكل ما تتمتع به البحرين من امكانيات.
] هل من اعداد معينة من السياح استطاعت مصر استقطابهم هذا العام رغم كل الظروف السياسية التي احاطت بالمشهد المصري؟
– حتى شهر يوليو دخل مصر حوالي 7 مليون سائح، لكن حدث انخفاض، كنا نتطلع ان نرفع هذا الرقم الى 13 مليون سائح لكن الظروف التي مرت بها مصر خلال الاشهر الثلاثة الماضية فقد اضعفت امكانية الوصول الى هذا الرقم، اما بالنسبة للعام الماضي فقد تمكنت مصر من استقطاب 11 مليون سائح، لكن اتوقع ان نصل الى حوالي 11 مليون سائح مع نهاية هذا العام.
] هل وقف السياحة الايرانية الى مصر قرار سياسي أم قرار سياحي وهل عرضت ايران الاستثمار في مزارات دينية؟
– قرار وقف الايرانيين هو قرار جاء للحفاظ على الامن القومي المصري والامن القومي الخليجي، في واقع الأمر جاء وفدان من ايران ولكنهما لم يقابلا بأي ترحيب من الشعب المصري، أما بالنسبة لموضوع الاستثمارات فلم يكن هناك اي عروض ايرانية للاستثمار في أماكن أو مزارات دينية الى جانب اننا وضعنا قيودا محددة على دخول الايرانيين خلال فترة حكم الاخوان ما اود التأكيد عليه ان الاخوان حاولوا لعب ورقة سياسية من خلال التقارب مع ايران.
