اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

نفق أثري جديد يكتشفه المغاربة

نفق أثري جديد يكتشفه المغاربة

آسفي " المسلة " … اكتشفت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة "آسفي" في المغرب أثناء قيامها بعمل مواسير صرف صحي منذ حوالي أسبوعين، نفقا أثريا يصل الميناء بمركب كيماويات جنوب المدينة، يقع فوق المنطقة التجارية بالمدينة.وبسؤال سعيد الشمسي المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة المغربية والحاصل على الدكتوراة في علم الآثار وتاريخ الفن عن عدم استكمال عمليات الحفر للكشف عن النفق قال لـ"محيط"، أن النفق يقع في منطقة تسمى بـ"زنقة المعصرة"، وهي الزنقة الرئيسية للمدينة العتيقة لمدينة "آسفي"، وكانت تسمى قديما "زنقة السوق"؛ لأنه كان يتواجد بها السوق الرئيسي للمدينة، والذي مازال موجودا فيها حتى الآن.

مشيرا إلى أن الأصل الجغرافي لهذه المنطقة كانت معبر "آسفي"، الذي كان يصب في المحيط، وفي الجهة الأخرى كان المرسى العتيق لمدينة "أسفي"، والتي كانت تصل بها بواخر أجنبية وأندلسية في العصر الوسيط، وفي نهاية هذا العصر كانت تصل إليها سفن برتغالية وإسبانية وفرنسية؛ مما جعل البرتغاليين ينتبهون لأهمية هذه المدينة من الناحية التجارية والسياسية؛ لأنها استقلت عام 1460، مما اتاح للبرتغاليين الاستفراد بالتعامل التجاري مع الحاكم آنذاك أحمد بن علي بن فرحون.

وبعد ذلك تم الاستيلاء عليها عسكريا عام 1508 من البرتغال، الذين دخلوا المسجد الكبير ودمروه وبنوا على أنقاده كاتدرائيتهم.أما بالنسبة للأسوار الإسلامية التي بنيت في القرن الثاني عشر من طرف الدولة الموحدية، فقد هدمتها المقاومة المغربية آنذاك، وقامت السلطات البرتغالية عام 1516 بإعادة بناء الأسوار ولكن بشكل مختلف؛ حيث بنتها على النمط المعماري البرتغالي، الذي يعتمد على الحجارة المنظورة أو المثقولة، ومنها السور الغربي الذي يحد المدينة.

وأضاف سعيد أنه يوجد في نفس الشارع الذي وجد فيه النفق الأثري دار "صكة"، وهو لصك النقود؛ حيث كانت تصك النقود في هذه المدينة أثناء القرن الثالث والرابع عشر، وكذلك الفترة العلوية.وحكى سعيد أنه حينما أتت السلطات الفرنسية وسعت الميناء القديم، بل وتخلت عنه وبنت ميناءا جديدا، وقامت بهدم السور الذي كان يربط باب المعصرة بقصر بحر البورتغال، وكان أسمه آسيف وسموه العرب الشعبة، وهو يسمى الآن وادي الشعبة نسبة إلى الشعبة.

 

وقال د. سعيد لـ"محيط" أنه تم العثور منذ حوالي أسبوعين على النفق الأثري تحت هذه المنطقة، وهذا يشكل مشكلة كبيرة للسلطات؛ لأنه اكتشف في طريق مهم جدا في الحركة التجارية لمدينة آسفي، وبخاصة الحركة الاقتصادية، ففوقه مزار يؤدي إلى الشاطيء وإلى هضبة سيدي بوزيه،

بالإضافة إلى أن عصب اقتصاد "آسفي" هو الميناء الذي يقطعه النفق، الذي يربط الميناء الاقتصادي بمركب كيماويات يقع جنوب "آسفي"، وهذا النفق يتعامد مع الطريق مباشرة؛ ولذلك إذا أرادت وزارة الثقافة استكمال الحفريات يجب منع المرور، وإذا منع المرور سيتم عرقلة حركة السير، فلم يكن في الحسبان أو في الخرائط أي معلومات تدل على وجود نفق في هذه المنطقة.وأكد سعيد أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي هي من عصرت على هذا الكشف الأثري، وهم يطالبون وزارة الثقافة بإجراء حفريات حتى يتمكنوا من إستكمال أشغال قنوات الصرف الصحي.

 

لكن المشكلة أنه لم تستطع الوزارة القيام بالحفريات في ظل وجود مخاطر انهيار السقف على من يقومون بالحفر، فيجب القيام بذلك بشكل متأني؛ ففي كل مرحلة يتم فيها التنقيب لابد من عمل دعامات حديدية حتى لا يقع السقف على المنقبين، والوكالة المستقلة لتوزيع الكهرباء حاليا تعجل الوزارة القيام بذلك، لكن السلطات لا تريد السماح بمنع المرور من أجل التنقيب، وهاتين المشكلتان اللذان يعرقلان تنقيب النفق.

ولفت سعيد إلى مشكلة ثالثة وهي فضول سكان "آسفي" لرؤية النفق، وهذا شكل مشكلة كبيرة بسبب الأفواج الكثيرة التي تأتي لموقع الاكتشاف بأعدادهم الكبيرة وأجسامهم الثقيلة، وهذا يشكل مشكلة تهدد انهيار النفق؛ ولذلك تم إيقاف عمليات الحفر حتى تصل وزارة الثقافة لاتفاق مع السلطات والوكالة الحضارية لاستكمال الحفر.
 

المصدر : محيط

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled