مهرجان لكل ربيع زهرة يعزز السياحة البيئية فى قطر
الدوحة "المسلة" ….أكّد الدكتور سيف الحجري رئيس مركز أصدقاء البيئة رئيس برنامج لكل ربيع زهرة سعي البرنامج لتعزيز السياحة البيئية في البلاد عبر الرحلات الأسبوعية التي ينظمها إلى مناطق وجود النباتات التي يحتفي بها سنويًا بالإضافة للانتقال إلى الجماهير في المجمعات التجارية للتعريف بهذه النباتات.
وقال الدكتور الحجري إن البنية السياحية في قطر أصبحت متطورة وجاذبة لكونها تجمع بين المعاصرة وبين الماضي الجميل، لافتًا إلى أن الجهود القطرية في هذا السياق لم تنسَ الماضي بل ربطته بالحاضر. ودعا الحجري إلى التواصل الفاعل بين الجميع لحماية البيئة وصيانة عناصرها المختلفة والمحافظة عليها سليمة.
وشدد على أن قضية البيئة أصبحت من الملفات الشائكة التي تحظى باهتمام عالمي وحتى على مستوى صانعي القرار ومخططي السياسات، وتعدت كل ذلك لتصبح قضية سياسية وصحية وصناعية وبحثية ومعرفية. ونوه بأنه من هذا المنطلق جاء اهتمام قطر بقضية البيئة.. وقال: "من أهدافنا، السياحة البيئية، التي تتقاطع مع رؤية قطر السياحية التي تسعى إلى توفير مناخ آمن وممتع وجاذب وهو ما يتوفر فعلاً ونلاحظه في قطر.
وبين أن برنامج لكل ربيع زهرة يشهد إقبالاً متزايدًا يومًا بعد يوم من قبل الجمهور ونجح في جذب اهتمام مرتادي المجمعات التجارية الذين يحتشدون للاستمتاع بفقرات البرنامج ومسابقاته، مشيرًا إلى أن إقامة المهرجان في أماكن وجود الجمهور حقق مردودًا ونتائج فعالة في رفع الوعي البيئي لدى النشء وتحفيزهم وتعويدهم على الحفاظ على البيئة وإتباع الأساليب الصحيحة في حياتهم اليومية.
وأضاف : يحاول البرنامج عبر مهرجاناته تقديم رسالته بطريقة مبسطة وممتعة في نفس الوقت ومقبولة لدى جمهور المواطنين والمقيمين من الجنسين.. مشيرًا في هذا الصدد إلى المسابقات العلمية والعامة التي تتم خلال المهرجانات بمشاركة جماهيرية واسعة ما يدل على الوعي ببيئة قطر ومدى ثقافة الجمهور بالنسبة لمواضيع بيئية وعلمية شتى.
وقال الحجري لـ الراية : حرصنا على أن تصل فكرة البرنامج إلى كل من يعيش على أرض قطر عن طريق الاعتماد على لوحات الشوارع حتى يتعرف الجمهور على نبتة الثيلوث، وسنحرص في السنة القادمة على تركيب "بوسترات" تعريفية داخل المجمعات التجارية لنباتات البيئة القطرية.
وأضاف: قضيتنا ورسالتنا علمية، بيئية وجماهيرية تتم عبر التواصل مع المجتمع وفي أماكن تجمعاته وندرك أن المجمعات التجارية الكبيرة والحدائق العامة من الأماكن المحببة للجمهور ". وقال إن البرنامج بمختلف أنشطته وفعالياته يهدف إلى تغيير سلوك الأفراد خاصة تجاه البيئة " ولذلك فإن البرنامج سيستمر حتى يحقق أهدافه في هذا الخصوص ويوصل رسائله في المحافظة على بيئة قطر وزهورها وطيورها ومكوناتها الأخرى".
وأشاد د. الحجري بدور الإعلام في نقل احتفالات لكل ربيع زهرة إلى القراء الذين يتابعون بدورهم مسيرة البرنامج والإنجازات التي حققها منذ انطلاقه، وأشار إلى أن الرسالة الرابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة عن الإعلام البيئي بأنواعه: المسموع، المرئي، المقروء، وإعلام التواصل الاجتماعي كالتويتر والفيس بوك، لافتًا إلى دوره الهام في مواكبة التحديات البيئية وتوسيع دائرة المعرفة البيئية، وقال " نحن نؤمن أن بناء السلوك هو قضية متعددة الجوانب على الرأس منها بناء المعرفة، تلك التي تتضمن التعرف على مكونات البيئة كأمر سابق على تعلم كيف يمكن الحفاظ على البيئة، وفي ذلك أطيب الأثر على مستوى بناء كوادر إعلامية متخصصة تبدع في استنباط طرق ووسائل وأدوات وقواميس خاصة تعلي من شأن البيئة، وتبتكر المزيد من دروب احترام الحياة والطبيعة والبيئة، إضافة إلى تغيير سلوك الجمهور إيجابيًا تجاه البيئة.
وشهد مجمع فيلاجيو خامس المهرجانات التعليمية لبرنامج لكل ربيع زهرة التابع لمركز أصدقاء البيئة حيث كان المجمع موقعًا للاحتفال بنبتة "الثيلوث" بحضور عدد كبير من الأطفال والعائلات المواظبة على متابعة البرنامج ومرتادي المجمع الذين تفاعلوا مع ما قدمه المهرجان من فقرات تعليمية وتثقيفية في مجال البيئة وبما يخدم الحياة النباتية في قطر.
وتأخذ المهرجانات عادة اسم النبات الذي اختاره البرنامج ليحتفل به كل سنة وذلك ضمن جهوده وأنشطته الرامية إلى التعريف ببيئة قطر وزهورها وحشراتها وطيورها ونباتاتها في بيئاتها الأصلية.
ودعا الحجري المجمعات التجارية إلى تخصيص أماكن للأنشطة المجتمعية بما يمكن منظمات المجتمع المدني من أداء دورها ورسالتها في هذا الصدد.
وكان بدوي بيومي، منسق الفعاليات بالبرنامج، قد تحدث في بداية المهرجان نيابة عن السيد يوسف الكاظم أمين سر برنامج لكل ربيع زهرة، مستعرضًا أهمية هذه المهرجانات ضمن فعاليات برنامج لكل ربيع زهرة.. وأشاد بتعاون وتجاوب الجمهور معها وما تقدمه له من فوائد علمية ومعرفية وترفيهية وثقافية كبيرة ومتنوعة .
وأشاد حضور المهرجان من ناحيتهم ببرنامج لكل ربيع زهرة ودوره في التوعية والتعريف ببيئة قطر وعناصرها المختلفة، وأثنوا على ما حققه من تنوع معرفي وانتشار واسع داخل قطر وخارجها، وأكدوا أن هذه النجاحات من أسباب تفاعل الجميع خاصة الأسر وتجاوبهم مع فعالياته واستمراره لهذه الفترة الطويلة منذ انطلاقته لأول مرة عام 1999.
وتمثل المهرجانات جزءًا مهمًا من فعاليات لكل ربيع زهرة التي تشمل أيضًا المسابقات المختلفة في القصة والشعر والرسم والمجسمات والتصوير للكبار والصغار من الجنسين.
يشار إلى أن المهرجان الأول قد أقيم بمجمع المول والثاني في اللاندمارك والثالث بمجمع حياة بلازا والرابع بمحمية الدوسري. ومن المقرر أن ينظم المهرجان السادس في حديقة دحل الحمام ثم حديقة الرميلة في يوم الجمعة الثامن من شهر مارس المقبل. يذكر أن نبات " الثيلوث" الذي اتخذه البرنامج شعارًا له هذا العام، هو شجيرة معمرة تنمو في السبخات الساحلية وتمثل غطاء نباتيًا كثيفًا كحزام يحاذي الساحل، ويزهر عادة في شهري مارس وأبريل من كل عام بأزهار صفراء بالغة الصغر ومن ذوات الفلقتين .
وينمو هذا النبات في تربة طينية متماسكة وتستسيغه حيوانات الرعي في موسم الجفاف. يستهدف برنامج لكل ربيع زهرة الذي ترعاه وتتبناه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر وإضفاء المزيد من مظاهر البهجة والجمال على البيئة والتعريف بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات والحث على حسن استغلالها وبناء سلوك إيجابي تجاه البيئة الطبيعية لدى النشء وتنمية القدرات الابتكارية والإبداعية في مجالات التنمية البيئية، خصوصًا لدى الأطفال وتشجيع الأنشطة الصناعية على استغلال مظاهر الجمال التي يتمتع بها النبات في تزيين المنتجات الصناعية، وذلك تكريسًا للاهتمام بالبيئة النباتية وجمع وتوثيق المعلومات العلمية عن نباتات البيئة القطرية في قاعدة بيانات وإثراء هذه القاعدة من خلال تشجيع البحث العلمي.
